رغم أنه كفيف ومحروم من نعمة البصر إلا أنه استطاع أن يحصد نجاحا باهرا منذ التحاقه بالمدرسة للمرة الأولى إلى غاية حصوله على شهادة البكالويا، رغم أنه يدرس في ثانوية عادية مع زملائه الذين يتمتعون بضوء الحياة والذي حرم منه منذ سنوات. أولا وقبل كل شيء نهنئك على نجاحك في شهادة البكالوريا وما هو شعورك؟شكرا لكم، في الحقيقة لست راضٍ عن هذا المعدل الذي تحصلت عليه ولست مقتنعا به، لأنني كنت أنتظر أن أتحصل عل معدل 16 من 20 عوض 14،13 إلا أن الحظ خانني. لماذا لست راضٍ عن هذه النتيجة رغم أنها جيدة؟لأنني طيلة ثلاث سنوات التي قضيتها بثانوية “علي ملاح” كنت دوما أتحصل على أعلى المعدلات، وليس هذا فقط بل منذ أن وطأت قدماي المدرسة لأول مرة كنت تلميذا نجيبا وكنت دائما الأول في القسم. حدثنا قليلا عن مراحل التحاقك بالمدرسة ؟ عندما بلغت سن السادسة من عمري أدخلني والدي إلى مدرسة عادية على مستوى القرية في ذراع الميزان درست مدة ست سنوات إلى أن حان موعد اجتياز إمتحان شهادة التعليم الإبتدائي، ولسوء حظي صادف يوم الإمتحان موعد إجرائي لعملية جراحية على مستوى عيناي ولم أجتز الإمتحان، وبعدها فقدت الأمل في الحياة والنجاح وبقيت مدة ثلاث سنوات في البيت رافضا فكرة العودة إلى مقاعد الدراسة، إلا أن والدي الذي له الفضل في نجاحي كان شديد الإلحاح علي لألتحق بمركز بوخالفة للمكفوفين وكنت أرفض وبشدة أن أدرس مع من هم أقل سنا مني، وبعد إصراره المتواصل لم يكن من خيار أمامي سوى الرضوخ لأوامره وسجلت في ذات المركز، وبعد أسبوع من الإقامة الجبرية عدت إلى قريتي لقضاء عطلة نهاية الأسبوع وعدت بعدها مرغما لأواصل تعليمي في المركز، أين درست سنتين وتحصلت على شهادة التعليم الإبتدائي، وانتقلت إلى مرحلة الإكمالي “ثلاث سنوات” وكنت دوما اتحصل على المرتبة الأولى وبعد نجاحي في شهادة التعليم المتوسط، كان لي الخيار أن أسجل في ثانوية “علي ملاح” بدراع الميزان شعبة آداب ولغات أجنبية وكان لي ما أردت وكنت دائما أتفوق على زملائي إلى أن وصلت إلى القسم النهائي وتحصلت على شهادة البكالوريا. ولمن يعود الفضل لنجاحك؟ الفضل لنجاحي يعود بالدرجة الأولى لوالدي ولأساتذتي الذين ساعدوني كثيرا أخص بالذكر أستاذ اللغة الألمانية السيد صبايحي الذي أعتبره بالنسبة لي كصديق وأخ، أما أستاذ اللغة العربية السيد جواهري فكنت أحترمه بشدة وأعتبره بمثابة والدي، إضافة إلى أساتذة آخرون ساعدوني على تسلق سلم النجاح أمثال أستاذة اللغة الإنجليزية إيدير وأستاذ اللغة الفرنسية عمراوي وبروال في الرياضيات وغيرهم، والذين أوجه لهم عبر منبر “السلام” تشكراتي الخالصة. وماذا بعد البكالوريا، في أي تخصص ستسجل في الجامعة؟ أريد أن أسجل في كلية اللغة الإنجليزية كما أتمنى أن أصبح في المستقبل صحفيا. لأنني ومنذ صغر سني وحلمي أن أصبح صحفيا. هل من كلمة أخيرة في ختام هذا اللقاء؟ كلمتي عبارة عن شكر وامتنان لوالدي اللذين سهرا الليالي وتعبا من أجل بلوغي هدفي في الحياة وهو النجاح، ولن أنسى مرة أخرى أساتذتي الذين أعترف لهم بجميلهم وكانوا سببا آخرا في نجاحي وشكرا لكم.