اعتبر أمس وزير الخارجية الفرنسي «لوران فابيوس»، أن التدخل العسكري في مالي يقتضي مشاركة «قوات إفريقية منظمة وقادرة» على مواجهة الإسلاميين المسلحين الذين يحتلون شمال مالي، وذلك على هامش جولة يقوم بها في إفريقيا لحشد الدعم لخطة باريس التي تعارضها الجزائر وتدعو إلى حل سياسي للأزمة. قال فابيوس أثناء زيارة قام بها إلى داكار في إطار جولة إفريقية أنه إذا فشل الحوار، و»إذا رفض هؤلاء الارهابيون ممارسة اي شيء ما عدا الإرهاب، فسيتعين معالجة ذلك امنيا، لكن الافارقة هم من يجب أن يقوم بذلك». وأوضح «ليس الأمر سهلا لأنه يجب توفير القوات الكافية من مالي ومن البلدان المجاورة»، قوات تكون «منظمة وكافية ومجهزة». وتعارض الجزائر التدخل العسكري في شمال مالي وتدعو إلى حل سياسي للازمة بالحوار بين جميع الأطراف، لأن أي عملية عسكرية ستخلف آثارا كبيرة على المنطقة، وخاصة على حدودها الجنوبية. من جهة أخرى قال وزير الخارجية الفرنسي، أن الحركات الاسلامية المسلحة الموالية لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي التي تحتل شمال مالي منذ أربعة أشهر «تضم أناسا لديهم الإمكانيات» و»يجب أن تكون بمواجهتم قوات إفريقية قادرة»، لذلك «لا بد من عمل تمهيدي». وتحدث فابيوس خصوصا عن «عزم النيجر الكبير» على المشاركة في تدخل عسكري إفريقي محتمل. وأكد عقب لقاء السبت مع الرئيس السنغالي «ماكي سال»، أن «على الماليين ومجمل الأفارقة اتخاذ القرارات الضرورية، بدعم من المجتمع الدولي، إن فرنسا تريد لعب دور المسهل». وتابع يقول أن الأمن «مسألة خطيرة مطروحة بسبب تواجد مجموعات إرهابية تحت تسمية القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لا يمكن قبولها، نظرا للخطر المحدق بمالي ومجمل المنطقة وبشكل عام بالانظمة الديموقراطية». ورحب فابيوس بعودة رئيس مالي بالوكالة «ديوكوندا ترواري» الجمعة إلى باماكو بعد غياب دام شهرين إثر إصابته في 21 مايو في هجوم شنه معارضون على مكتبه احتجاجا على بقائه في السلطة ونقله الى باريس للعلاج. واعتبر فابيوس أن «التحاليل متطابقة» بشان مالي بين دكار وباريس مؤكدا ان «كل شيء متوفر من أجل صفحة جديدة جيدة في العلاقات بين السنغال وفرنسا على الصعيدين الثنائي والمتعدد الاطراف». ويقوم فابيوس بأول جولة في دول إفريقية جنوب الصحراء، منذ تسلمه مهامه في مايو الماضي، والسنغال ثالث محطة في هذه الجولة التي بدأها مساء الخميس في النيجر وانتقل بعدها إلى بوركينا فاسو قبل أن ينهيها السبت في تشاد.