تشهد ولاية باتنة، خلال هذه الأيام وتزامنا مع منتصف شهر الرحمة والغفران، موجة من الغضب والقلق للمواطنين في مختلف البلديات والدوائر التي لم تشهده مثلها من ذي قبل، احتجاجات عارمة بمئات آلاف المتظاهرين تعم مختلف المدن ضد الخطة التقشفية التي تنتهجها سلطات سونلغاز التي صادقت عليها السلطات الولائية بالشكر و العرفان خلال الدورة وتتحول إلى مشادات بعد ساعات من انطلاقها. الخطة تقضي بتوفير الكهرباء ومن خلال هذه الانقطاعات التي تشهدها البلديات في ولاية باتنة، من أجل إنقاص الضغط الذي يشهده التيار من خلال استعمال بكثرة للأجهزة الكهربائية منها المبردات وغيرها لمواجهة الأزمة الحادة التي تعصف بالولاية. حيث عرفت عدة مناطق بولاية باتنة على غرار، بلدية قصر بلزمة، بوزينة، اشمول، بريكة خلال اليومين الأخيرين عدة حركات احتجاجية لأسباب مختلفة، وفي مقدمتها انقطاع التيار الكهرباء الذي اعتبرته ذات المصالح بسبب زيادة الاستهلاك نظرا لموجة الحر التي اجتاحت ولاية باتنة مؤخرا، الأمر الذي جعلها تعمد إلى قطع التيار الكهربائي على بعض المناطق، وهو السبب الذي جعل الوضع يكون على فوهة بركان بسبب الغضب الذي يتملك المواطنين ضد مؤسسة سونلغاز. وعرفت بلدية بريكة الواقعة غرب ولاية باتنة، أعمال شغب بسبب الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، إذ أقدم العشرات من المواطنين على إحراق العجلات المطاطية ووضع المتاريس وأغصان الأشجار المشتعلة في وسط الطريق، تعبيرا عنهم عن تزايد في وتيرة الإنقطاعات التي أصبحت هاجسا يوميا. وبالرغم من محاولة شركة سونلغاز تهدئة الوضع إلا أن الإحتجاج دام إلى غاية منتصف الليل مما خلق اكتظاظا مروريا كبيرا خلف استياءا كبيرا لدى المارة خاصة على مستوى الطريق المؤدي إلى عاصمة الولاية. وحمّل المواطنون الغاضبون المسؤولية لشركة الكهرباء والغاز التي حسبهم، لم تحترم الوعود التي أطلقتها بخصوص عدم قطع التيار الكهربائي خلال موسم الصيف الذي يتزايد فيه الاستهلاك، بسبب لجوء المواطنين إلى استخدام المكيفات من أجل التخفيف من الحرارة التي تجاوزت الأربعين درجة مئوية في بعض المناطق. منها مدينة بوزينة التي رفع مواطنوها عدة شكاو إلى السلطات المحلية والولائية، لكن استهتار ذات المسؤولين في تطبيق طلباتهم، تحول مباشرة إلى احتجاج استهدف أول أمس، مقري الدائرة والبلدية. وقام المحتجون بغلق ذات المقرين، وأبوا التحاور مع أي مسؤول مطالبين حضور الوالي، ومن بين المطالب التي تم رفعها إلى مجلس الوالي خلال اجتماع طارئ حظره الوالي وممثلين عن المحتجين، فتح المداومة الليلية بالعيادة المتعددة الخدمات، وذلك نظرا لما عانوه مؤخرا من قلة الخدمات في هذه العيادة وكذلك على اثر وفاة طفل بلسعة عقرب بسبب الإهمال، وحسب المحتجين فقد طالبوا بتحقيق معمق حول هذه الحادثة المأساوية التي خلفت لهم انطباعا سيئا. أيضا من بين المطالب التي كانت على طاولة النقاش توصيل ومد شبكة الهاتف من بلدية بوزينة إلى منطقة تاقوست للإستفادة من خدمات الأنترنت، انجاز مقر للحماية المدنية وفتح المسالك الغابية وإعادة التشجير. وحسب مصادر مطلعة أكدت أن هذه المطالب بعد مناقشتها تم الموافقة على بعضها حسب الأولية والإمكانات التي تتوفر عليها ولاية باتنة. بلدية قصر بلزمة الاثرية هذه الاخيرة التي شهدت احتجاجا أول أمس أيضا بعد صلاة المغرب تم من خلاله غلق الطريق الوطني رقم 77 الرابط بين ولاية باتنة و ولاية سطيف. وحسب المحتجين فإنهم عانوا كثيرا من الانقطاعات في الكهرباء المتكررة كل يوم، مما جعل حياتهم ضنكة وقد انتقل مباشرة أثناء الاحتجاج رئيس البلدية وهدأ من روع المحتجين مخاطبا إياهم بفتح الطريق والتحاور بطريقة الكبار. هذا وأفادت مصادر محلية من ذات البلدية أن مصالح سونلغاز المكلفة بدائرة مروانة، تحججت بأسباب لم يكن لها الصح في أرض الواقع، حيث طلبت من رئيس البلدية من أجل بناء بيوت واقية لمحولات كهربائية من شأنها القضاء على هذه الانقطاعات إلا أن ذات المسؤول رفض. وحسب رئيس بلدية قصر بلزمة في بيان له، تحصلت “السلام” على نسخة منه، أن هذه الكلام الصادر من مصالح سونلغاز بدائرة مروانة مجرد اشاعات لتشتيت الرأي العام، وأنه لم يتلق أي طلب كتابي أو مراسلة بهذا الشأن مفندا كل الادعاءات الصادرة من مؤسسة سونلغاز بدائرة مروانة. وسط مدينة باتنة، اشمول وآريس ، وادي الماء، تاكسانت هي الاخرى من بين المناطق المتضررة والتي تعتبر مناطق فلاحية أكثر من أنها حضرية، حيث تشهد انقطاعات مستمرة في التيار الكهربائي ما جعلهم يهددون برفع الاحتجاج إن لم يتم الوقوف عن هذه النقائص، معبرين عن غضبهم وامتعاضهم الشديدين إزاء مسؤولي سونلغاز، داعين إياهم بالتخلي عن المسؤولية إن لم يستطيعوا السيطرة على الوضع.