منذ حلول شهر رمضان المعظم، دخل المواطنون والسكان بمدينة المسيلة في دوامة جملة من النقائص، ومتاهة في تقاذف المسؤوليات بين مختلف المصالح الإدارية، ولعل التذبذب الكبير الحاصل في توزيع الماء الشروب، أبلغ دليل على فشل المسؤولين المحليين على هذا القطاع، في تلبية أو على الأقل مجارات تطلعات الساكنة، حيث لم يجد المواطنون أية آذان تسمع انشغالاتهم، وهو ما دفعهم عدة مرات خلال الأسبوع الماضي، بالتوجه نحو مختلف مقار وحدات الجزائرية للمياه بقصد الاحتجاج. قال مصدر من هذه المؤسسة “للسلام”، أنّ المحتجين كانوا في حالة غليان كبيرة، بعد أن قاموا بتعنيف عامل موزع للمياه، هذا الأخير أكد لهم أنه يطبق أوامر مديره ولا علاقة له بما يعانونه، ليتوجه المحتجون إلى فرع الجزائرية للمياه، ولحسن الحظ أنهم لم يجدوا المسؤولين في مكاتبهم، وإلا لوقع ما لا تحمد عاقبته، والسبب أن الشاكين لم تدخل المياه حنفيات بيوتهم منذ أزيد من أسبوعين، مثل أحياء النسيج و100 مسكن و120 مسكن إضافة إلى حي 570 مسكن وألف مسكن، وأحياء أخرى كثيرة، اضطروا خلالها إلى شراء صهاريج الشاحنات “جاك” بمبلغ لا يقل عن 600 دج للصهريج الواحد، فيما عمد آخرون ممن يملكون سيارات، إلى امتطائها يوميا والتوجه إلى محطة المسافرين ومحطات الخدمات الخاصة ممن تتوفر فيها الحنفيات. ويشكّل هؤلاء طوابير طويلة تحت حرارة الشمس الحارقة ومشقة الصيام . مشكل تذبذب التزود بالماء الشروب يضاف إليه مشكل آخر، وهو تكرر انقطاع التيار الكهربائي عدة مرات في اليوم، دون سابق إنذار أو إشعار بالانقطاع، وهو ما جعل المواطنين يعيشون حالة تذمر كبيرة واستياء من مؤسسة سونلغاز وكالة المسيلة، التي تغنت في أكثر من مرة في فصل الشتاء، أن صيف 2012 سيكون فصلا بدون انقطاعات. إلاّ أنّ الذي يحصل هذه الأيام، أن عدة أحياء أفطر سكانها على الشموع وحتى الهواتف النقالة موازاة مع انقطاع التيار ووقت الإفطار تماما، ويزيد من معاناة سكان مدينة المسيلة، الانتشار الرهيب للقمامة أمام بيوتهم، خاصة الواقعة وسط المدينة، ولا يفهم المواطنون سبب هذا التراكمات، هذه النقائص وأخرى لا يمكن ذكرها جميعا، أصبحت هاجسا يقلق المواطن المسيلي كثيرا والذي يناشد المسؤول التنفيذي الأول التدخل لإنهاء معاناته.