حذر علي نعمر الباحث في علوم الزلازل والطقس أمس، من كوارث طبيعية تهدد الجزائر خلال الشتاء القادم بسبب الحرائق التي أتت على الغطاء الغابي هذا الصيف من شرق البلاد إلى غربها، بشكل سيساهم أيضا في إطالة موجة الحر التي اجتاحت البلاد مؤخرا، موضحا أنّ الصيف الحالي كان معتدلا من ناحية الطقس لولا الحرائق المهولة التي طالت الغابات. وفي تصريحات صحفية، لم يستبعد نعمر احتمال تكرار فيضانات باب الوادي في عدد من المناطق في الجزائر خلال موسم الأمطار القادم، مبديا تخوفا كبيرا من تعرض الجزائر لظاهرة انجراف التربة بسبب إتلاف الحرائق الأخيرة لآلاف الهكتارات من الغابات. وفي تشريح المختص للمخاطر المرتقبة، أكد الخبير أنّ الغابات لها دور كبير في امتصاص ملايين من الأمتار المكعبة من مياه الأمطار لتحفظها كمياه جوفية، لكنّه في ظل غياب الغطاء النباتي ستحدث كوارث كبيرة على رأسها ارتفاع منسوب الوديان وفيضانها، مما سيؤدي حتما إلى انجرافات كبيرة للتربة»، وعليه طالب ذات المتحدث السكان القاطنين على ضفاف الوديان بالحيطة والحذر. كما أكد نعمر أن تعويض الثروة الغابية التي أتلفتها الحرائق صعب جدا وسيتطلب الأمر قرونا-على حد تعبير المتحدث-، الذي تأسف لإمكانية تعرض أنواع من الأشجار التهمت النيران الكثير منها للانقراض، كما لم يستبعد في السياق ذاته انقراض بعض أصناف الحيوانات تعيش في الغابات التي كانت أصلا مهددة بالفناء في ظل اللامبالاة والإهمال. وعرج المتحدث إلى الملايير التي تكبدها الفلاحون نتيجة تلف الكثير من أشجارهم المثمرة خاصة أشجار الزيتون، وخسارة الماشية إما اختناقا إما حرقا، فضلا عن تلوث الجو خاصة وأن الأشجار معروف عنها امتصاص غاز ثاني أكسيد الكاربون وهو ما سيضاعف من الأمراض التنفسية، إضافة إلى تسرب النفايات مع مياه الفيضانات.