أسهمت دعامة التضامن هذه المرة بشكل واضح في تخفيف معاناة الكادحين الذين ضاقت عليهم الأمور مع افتتاح الموسم الدراسي الجديد، وشهد التضامن تألق فريق معتبر من الميسورين الذين حضروا بقوة رفقة إدارات بعض المدارس، في وقت ضحى أطفال في سن البراءة لمساعدة أسرهم المحدودة الدخل على تحمّل وطأة ميزانية ثقيلة لشراء الأدوات، ما خفّف حدة الحمل الثقيل. هي مبادرة خيرية قامت بها بعض المدارس في مساعدة الأيتام والمطلقين بالإستفادة من كتب مدرسية مجانا لكن إرتفاع أسعارها أدى إلى عجز محدودي الدخل على توفيرها لأطفالهم، وهو ما جعلهم حائرين في كيفية شرائها لكن تعاون بعض الجيران أو ميسوري الحال في جمع كتب أطفالهم القديمة وتوزيعها على المحتاجين كانت سببا في سد حاجاتهم من تلك الكتب، في المقابل إضطر بعض الأطفال إلى مساعدة أسرهم ببيع كتبهم القديمة لشراء كتب خاصة بسنة دراسية جديدة هذا ما لاحظناه عند قيامنا بجولة ميدانية إلى بعض الأسواق قبل أيام من الدخول المدرسي، حيث لاحظنا أن محدودي الدخل كانوا يتزاحمون على احدى الطاولات بساحة الشهداء عرض بها البائع كتبا مدرسية خاصة بجميع المستويات الدراسية، حيث أكد لنا أحد الأولياء أن حالته المادية الصعبة لم تمكنه من شراء كتب جديدة لأبنائه المتمدرسين وهو ما جعله يبحث عن كتب قديمة في وضعية جيدة خاصة أنها تباع بأسعار منخفضة. غيرنا وجهتنا إلى احدى المدارس وكانت عقارب الساعة تشير إلى الثانية عشر ظهرا فلاحظنا خروج التلاميذ منها وهم يحملون قوائم بها لائحة كبيرة من الكتب، وكانت ملامح الاستغراب بادية على وجوههم وهم يقرأون الأسعار المرتفعة التي وضعت على الكتب، فقررنا التقرب من أحد التلاميذ في الطور المتوسط وقد أكد لنا أن ظروف أسرته المادية لا تتناسب مع أسعار الكتب، كما أضاف أن سعر الكتاب يتجاوز 400 دينار، كما أضاف أنه لا يستطيع أن يطلب من أسرته شراءها خاصة أن أسعارها تفوق قدرتهم، مشيرا في نهاية حديثه أن شراء جميع الكتب يفوق 3000 دينار. من جهتهم، اتخذ بعض التلاميذ طريقة تبادل الكتب مع جيرانهم لاقتصاد أموال أسرهم وهو ما إتبعه طلاب المرحلة الثانوية خاصة أنهم لم يسلموا من غلاء أسعار الكتب، حيث أكدت لنا احدى الطالبات أن شراء جميع كتبها يفوق ال4000 دينار، وحسب قولها فإنها قد إستبدلت كتبها القديمة مع جيرانها لكي تحصل على الكتب الخاصة بالبكالوريا. انتعاشة تجارة الكتب المدرسية القديمة أسر كثيرة توافدت على سوق باب الوادي، وقد لمسنا من خلال حديث احدى الأمهات أنها رحبت بفكرة بيع الكتب المدرسية القديمة خاصة أنها تتوافق مع جميع المستويات وكانت بديلا لها عن شرائها بأسعار مرتفعة من المدارس، وقد أكد جل من تحدثنا إليهم من الأولياء أنهم اقتصدوا أموالهم بشراء تلك الكتب القديمة خاصة وأن أسعارها تناسبت مع محدودية دخلهم. كما تواجد بالسوق المذكورة عدد كبير من الأطفال المتمدرسين الذين لم تمكنهم الحالة الاجتماعية لأسرهم من شراء كتب مدرسية جديدة، ففضلوا جمع كتب لسنوات دراسية مضت لعرضها بالأسواق بأسعار منخفضة قبل أيام من الدخول المدرسي، حيث أكد لنا احد الأطفال أنه قرر إيجاد طريقة لكسب المال لإزالة العبء الثقيل في شراء المستلزمات الدراسية عن أسرته وقد وجد من تجارة الكتب القديمة وسيلة لتوفير كتب جديدة بعد ان جمع كتب أشقائه القديمة. أساتذة طالبوا بشراء كتب جديدة! يفرض بعض التلاميذ على أوليائهم شراء كتب جديدة بعد أن ألزمهم الأساتذة شراء كتب جديدة، حيث علمنا من مصادر موثوقة أن غاية بعض الأساتذة من خلال إلزام التلاميذ بشراء الكتب الجديدة لتحقيق الربح لإدارة المدرسة، وهو ما أكدته لنا احدى الأمهات وقد أخبرتنا أن أطفالها يفرضون عليها شراء كتب جديدة وهم يقتنعون بما يفرضه عليهم أساتذتهم، وحسب قولها فإن بعض أساتذة المدرسة التي تدرس فيها إبنتها لايراعون وضعية الأولياء بل يلزمونهم بشراء مستلزمات تفوق قدراتهم، وهو ما جعل إبنتها لا تتقبل فكرة شراء كتب قديمة بل ألزمتها بشراء كتب جديدة. جمعية الأمل على الخط تقوم بعض الجمعيات بجمع التبرعات لمساعدة بعض الأطفال المحتاجين والمتمدرسين ليكون دخولهم المدرسي مثل غيرهم، وهو ما قامت به السيدة نعيمة مكاوي، احدى الناشطات بجمعية الأمل المتواجدة بدرارية، حيث أكدت خلال حديثها أنها كثفت من جمع التبرعات لمساعدة الأسر المحدودة الدخل على شراء جميع مستلزمات أطفالها المدرسية، كما أضافت أنها قد جمعت الكتب المدرسية القديمة من الأثرياء خاصة أن أسعارها المرتفعة تفوق قدراتهم المادية، وقد حاولت توفيرها لجميع الأطوار الدراسية كما أشارت في نهاية حديثها أنها قامت بتوزيعها على حوالي 550 متمدرس بالقرى النائية والأحياء القصديرية كما أنها قامت بتخصيص حوالي 800 حقيبة مدرسية بها أدوات ومأزر بمساعدة فاعلي الخير.