تسبب تجمع المياه داخل نفق بوعلي السعيد بقلب مدينة عنابة في أزمة مرور على مستوى المحور، بعد أن سد الممر السفلي في وجه الحركة على مستوى هذه النقطة، إلى درجة أنها حالت دون استعماله طيلة 10 أيام ولحد كتابة هذه السطور. مما يؤكد الخلل التقني الكبير المسجل على مستوى هذا المشروع الذي سبق أن عرف في كثير من الأحيان تجمع لمياه الأمطار، إلا أنه هذه المرة على غرار سابقاتها أدى امتلاء البالوعات بالمدخل إلى تراكم كميات المياه، لتقف المصالح التقنية عاجزة عن إيجاد حل لسحب كميات الماء. وقد عرف هذا المشروع سابقا عدة مشاكل تقنية ومالية أعاقت إنجازه في الآجال المحددة، مكلفا الخزينة حوالي 7.23 مليون دج وهي قيمة الانجاز وقيمة الأشغال المكملة التي لم تكن مرتقبة، وقيمة التدعيم بجدار السند، وجاء المشروع ليخفف الاختناق عن المدخل الرئيسي لعاصمة الولاية، كما برمج مشروع النفق الأرضي للقضاء على إحدى نقاط المرور الأكثر سوادا بعنابة والموجودة على مستوى تقاطع هذا الأخير مع شارع إفريقيا، وتعرف مشاريع الأشغال العمومية بعنابة مأزقا حقيقيا جراء عيوب الانجاز، على غرار ما تم تسجيله على مستوى جسر بوخضرة وجسر سيبوس الرابط بين حي سيدي سالم وحي جوانوا، والذي أكد تقنيون بأنهما بعيدان عن المواصفات والمقاييس المطلوبة عالميا في كذا انجازات، حيث سجل مستعملوا الجسرين الارتفاع الغريب في الهرم والذي أدى إلى انزلاق وانحراف العديد من المركبات، مما جعل المهتمين بسلامة الطرقات يدقون ناقوس الخطر ويطالبون الجهات المسؤولة عن الانجاز بإعادة تقييم الأخطاء المرتكبة، وإلى أن يتم ذلك فإن عنابة تبقى تسجل العديد من النقاط السوداء في هذه المشاريع، التي سبق أن شدد وزير القطاع عمار غول على ضرورة معالجة الأخطاء التقنية والاهتمام بمظهرها الجمالي الذي لم يأخذ بعين الاعتبار أثناء ضبط التصاميم حسب شهادة عمار غول نفسه. وتبقى معها جوهرة الشرق في حاجة إلى مشاريع جدية دون تبديد للمال العام، تساهم في تخفيف الضغط وفك الاختناق في كل النقاط السوداء وعلى رأسها نقطة محطة القطار، ساحة الثورة وتقاطع شارع إفريقيا بشارع بوزراد حسين.