اختارت ولايات الجنوب الوطني الفاتح من شهر نوفمبر، موعدا لانطلاق فعاليات المهرجان المحلي “القراءة في احتفال”، والتي ستستمر إلى غاية منتصف الشهر الجاري، وعلى غرار هذه الولايات أشركت غرداية براعمها في نشاطات متعددة، كان التركيز على الكتاب وتجسير علاقات قوية بينه وبين القارئ الصغير، من أهم الأولويات التي يسعى القائمون على المشهد الثقافي بالمنطقة لتجسيدها في الواقع اليومي. أكد مصطفى بحريز، محافظ المهرجان المحلي “القراءة في احتفال” في غرداية، بأن تأخر موعد انطلاق الطبعة الثانية عن باقي ولايات الوطن، لم يأت تعسفا أو انتقاصا من أهمية منطقة الجنوب الوطني، بل نتيجة رغبة أبداها القائمون على القطاع، نظرا للارتفاع الكبير في درجات الحرارة خلال شهر سبتمبر المنصرم، ونظرا لافتقار ولايات الجنوب إلى المساحات الخضراء على عكس الشمال، وحرصا على استيفاء كل شروط التظاهرة الأساسية التي يعد الفضاء المفتوح أهمها، حاول منظموها البحث عن فضاء لائق بالحدث، ليقع الاختيار على مساحة بجوار القاعة المتعددة الرياضات “سيدي أعباز” وحولها يقول بحريز:«حولنا المساحة بالإمكانيات المتوفرة إلى فضاء لائق تم فرشه بالعشب الاصطناعي ليقترب في شكله من معالم الحدائق العامة المتواجدة في باقي مناطق الوطن، أما الطبعة المقبلة فستشهد تجهيزا لمكتبة رئيسية في المدينة تتبعها حديقة مهيأة بشكل أحسن”. وأضاف المتحدث في تصريح خاص ب«السلام”، أن انطلاق فعاليات التظاهرة في الفاتح من نوفمبر الجاري: “صدفة مقصودة، أردنا الانطلاق في إجرائها خلال عطلة الأطفال التي دامت 5 أيام بالمناسبة، كما حاولنا تكييف توقيتها مع توقيت خروج التلاميذ من مداسهم”. ولتقريب الطفل من هذه النشاطات الغنية أكثر، قال مدير الثقافة لمدينة غرداية، أنها اعتمدت بالتنسيق مع مديرية التربية “النشاط اللاصفي”، حيث تتنقل نشاطات التظاهرة المختلفة إلى ساحات المدارس لتقترب أكثر من الصغير خاصة المكتبة المتنقلة التي ستمكن من خلق علاقة حميمة بينه وبين خير جليس. كما ركز القائمون -حسب بحريز- على تدعيم الجانب الإعلامي لفعاليات الطبعة الثانية من مهرجان “القراءة في احتفال”، من خلال تخصيص ثلاث حصص إذاعية يوميا على المباشر، لنقل أصداء التظاهرة وفتح مجال النقاش بين الأطفال للتعرف على أهدافها المركزة على نشر ثقافة القراءة واقتناء الكتاب أكثر. وقال محافظ المهرجان أن “القراءة في احتفال” يسجل إقبالا كبيرا حيث يتجاوز عدد زواره ال1500 زائر في الأمسية الواحدة، ما يمنح القائمين دفعا وبذل جهد أكبر في تحقيق أهدافه الأساسية ومن أهمها: “إثارة فكرة الاهتمام بالكتاب التي تحققت من وجهة نظري، حيث حاولنا في الأسبوع الأول التركيز على الكتاب كحدث وليس كمهرجانية تنتهي بانتهاء النشاطات، إلى جانب التحريض على المطالعة.. كما بذلنا جهدا في التنظيم الذي سار على أحسن صورة”. ومن جهة أخرى أشار المتحدث إلى التأكيد على السمة التراثية التي تطبع مدينة غرداية، حيث خصصت ورشة للكتاب في شكله الأولي أي وضع “المخطوط” بين يدي الأطفال حتى يتلمسون قربه منهم والعلاقة المتجذرة التي تجمع الفرد به، “بتوفير المداد والورق أو الألواح، إلى جانب الكتاب الافتراضي الذي تعود عليه هذا الجيل، كما اعتمدنا على أشخاص مهنيين لتنشيط فعاليات التظاهرة”. للإشارة، سطرت ولاية غرداية، برنامجا ثريا تواصل تجسيده إلى غاية منتصف شهر نوفمبر الجاري، على مستوى طبعة مهرجانها المحلي “قراءة في احتفال” الثانية، على غرار المكتبة المتنقلة والافتراضية، معرض الكتاب، فضاء المطالعة، ورشات الكتابة، الأشغال اليدوية، صناعة العرائس.. العروض المسرحية، وعرائس الڤراڤوز، الألعاب السحرية والبهلوانية، وحكواتي الأطفال.