وصف قانونيون وساسة وتنظيمات طلابية سلسلة الاعتداءات الجديدة التي يقودها اليسار الإسرائيلي على أهالي قطاع غزةبفلسطين منذ الخميس الماضي، والتي خلفت حسب تصريحات مصادر طبية من الحكومة المقالة بقيادة إسماعيل هنية حتى مساء أمس47 قتيلا ب"الإبادة الجماعية"، كون الكيان الصهيوني جند لها أكثر من 75 ألف جندي مدجج بالأسلحة والذخائر المحظورة دوليا، وسط التزام الرأي العام الدولي الصمت وإعطائه الضوء الأخضر لإسرائيل لمواصلة استئصال "الغزاويين" في حرب غير متكافئة. غير أنهم أبرزوا تعريتها لحقيقة الأنظمة التي تولت سدة الحكم في الدول التي عرفت ما سموه ب"الربيع العربي" والتي تسير وفقا للظروف العامة الدولية والإقليمية خدمة لأجندة الكيان الإسرائيلي، بدليل حفاظها على الاتفاقيات التي أبرمتها الأنظمة "المغضوب عليها" مع الأخير، بالرغم من أنها تاجرت بقضية فلسطين عندما كانت مضطهدة. واعتبر إسماعيل دبش الخبير في الشؤون الأمنية في تصريح ل"السلام"، بأن موقف الجزائر ثابت من القضية الفلسطينية منذ الاستقلال، وقد سارعت إلى إدانة الاجتياح الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، فضلا عن كونها طالبت بتدخل مجلس الأمن الدولي لوقف "المجزرة" الصهيونية ضد أبناء غزة "الموقف السياسي والدعم الاقتصادي وولاء البلاد للفلسطنين لا غبار عليه"، مضيفا "على عكس الأنظمة الناتجة عن الإفرازات السياسية تحت ما يسمى "بالربيع العربي" التي كشفت اللثام عن نفسها، وأكدت للرأي العام الدولي بأنها حريصة على رضا "العدو الصهيوني". وربط الدكتور وأستاذ العلوم السياسية بجامعة الجزائر اختيار القوات العسكرية الاسرائلية هذا الظرف للاعتداء على قطاع غزة بالحملة الانتخابية التي يسعى اليمين للفوز بها على حساب حزب العمال المحسوب على اليسار، غير أنه اعتبر بأن جميع التيارات بالأراضي المحتلة متشابهة وتشترك في عدائيتها للفلسطينيين، مذكرا بمسعى السلطة الاسرائلية لإضعاف المحيط الإقليمي لإيران كخيار استراتيجي في حال قرارها مواجهتها، حيث يصعب على الأخيرة كسب قوة الدعم من سوريا أو حركة حماس بغزة، مؤكدا بأن حالة عدم الاستقرار الذي تشهده كل من الأردن وسوريا وبلدان المنطقة يخدم أمن إسرائيل الداخلي. وبشأن جدوى الحل الأمني الذي اتخذته إسرائيل استبعد دبش نجاعته في بسط الأخيرة لسيطرتها على المنطقة تمهيدا لإقامة دولة عبرية وفقا لمخطط الشرق الأوسط الكبير، متسائلا عن ما قدمته قطر لأبناء فلسطين وبالأخص غزة في إشارة منه إلى زيارة ملكها الأخيرة إلى المنطقة والتزامها الصمت إزاء غارات واعتداءات إسرائيل عليهم. من جانبه توقع فاروق قسنطيني رئيس اللجنة الوطنية لترقية وحماية حقوق الإنسان توقف الحملة العسكرية الاسرائلية على قطاع غزة مباشرة، بعد إنهاء الحملة الانتخابية التي أراد اليمين الاستثمار في دماء الفلسطنيين من خلالها لضمان فوزه في استحقاق "الكنيست"، واصفة ممارسات الصهاينة ب"الجريمة الحقيقية" كون السلطات الاسرائلية جندت أكثر من 75 ألف جندي لإبادة أبناء غزة بمباركة كل من بريطانيا وأوباما، هذا الأخير الذي أبدى تأييده اللامشروط لابنة أمريكا "المدللة" مباشرة بعد إعلان فوزه بالعهدة الثانية وبقائه بالبيت الأبيض، في إشارة منه إلى حذوه حذو سابقيه الذين عملوا وعلى مدار نصف قرن على استعمال حق الفيتو لمنع معاقبة إسرائيل على جرائمها التي ارتكبتها بفلسطين ولبنان. أحزاب سياسية وتنظيمات طلابية تتأهب لتموين "غزة" بالغذاء والأدوية كشف موسى نواسة رئيس الاتحاد العام الطلابي الحر عن لقاء استثنائي بأعضاء التنظيم في اليومين القادمين لدراسة كيفية التعاطي مع الاجتياح الأخير الإسرائيلي على قطاع غزة، وعن احتمال جمع الطلابي الحر لمساعدات مادية وغذائية لأهالي القطاع بغزة مرفوقة بإقامة وقفات احتجاجية تضامنية مع أبناء فلسطين داخل الحرم الجامعي بالجزائر لإسماع صوتهم، وللضغط على السلطة على حد قوله حتى تخرج من تنديدها واستهجانها للاعتداءات نحو اتخاذ موقف من شأنه رفع الغبن على أهالي غزة. فيما ذكر قاسا عيسي الناطق الرسمي باسم الأفلان بتصريحات عبد العزيز بلخادم الأخيرة التي طالب فيها بتحرك الجامعة العربية بضغطها على مجلس الأمن الذي من شأنه إيقاف حمام الدم بغزة، رافضا المزايدة على موقف النظام المصري من معبر رفح في حالة رفضها إدخال المساعدات الإنسانية لأهالي غزة. وفي موضوع ذي صلة أفاد عبد الرحمان سعيدي رئيس مجلس الشورة بحركة مجتمع السلم، بأن تشكيلته السياسية تبنت القضية وهي من صميم اهتماماتها بحيث كلفت عضوا من مكتبها الوطني بمتابعة المستجدات ودمع التبرعات والمساعدات لذات الشأن.