أكدت خليدة تومي، وزيرة الثقافة أن تقنية البناء بالطين لم يتجاوزها الزمن، حيث لا يزال معمولا بها على مستوى عدد من البلدان المتقدمة، وذكرت أنها أكثر احتراما للثقافة والهوية حيث قالت: "العصرنة والحداثة لا تساوي بنايات الإسمنت المسلح الذي أورثنا إحساسا بالضياع، بل هي هندسة تحترم الإنسان وبيئته، وهذا ما يدعوا شعبنا للإحساس بجمالية العودة إلى الهندسة المعمارية بالطين". ولدى افتتاحها الطبعة الأولى من المهرجان الدولي لترقية الهندسة بالطين الحامل عنوان "من تراب وطين" أول أمس برياض الفتح، تأسفت وزيرة الثقافة للسائد لدى العامة من اعتقادات ونظرة خاطئة، إلى هندسة البناء بالطين الراقية: "للأسف مازال البعض يعتبرها رمزا للفقر والتخلف غير أن المعرض يهدف إلى تنبيه هؤلاء إلى أنها هندسة عريقة ما يزال العالم المتطور يعمل وفقا لتقنياتها". وأشارت المتحدثة إلى ما يطبع تقنية البناء بالطين من مقاومة التأثيرات الخارجية ضاربة المثل بما يزال قائما من صروح على غرار القصبة، قصر الحمراء الاسباني.. على خلاف الهندسة الحديثة التي لا تصمد طويلا. ومن جانبها قالت ياسمين تركي، محافظة التظاهرة إلى أنها تدخل في إطار استراتيجية عامة لترقية العمارة الترابية جاءت امتدادا لمعرض أقيم خلال تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية مؤخرا حمل عنوان "تراب وطين"، حيث يستقبل المهرجان عارضين جزائريين إلى جانب أجانب جاؤوا من عدد من البلدان العربية الإفريقية والأوروبية. وأضافت المتحدثة بأن المعرض سيحوي جداريات زخرفية من الطين، إلى جانب جناح خاص بالصور الفوتوغرافية لمختلف المنشآت العمرانية القديمة والحديثة التي استغلت في تشييدها تقنية البناء بالطين على المستوى العالمي، ومجسمات تبرز جماليات القصور الطينية، إضافة إلى الأواني المختلفة، كما دعم المعرض بشاشة عرض عملاقة تبث صورا وأفلاما وثائقية حول أصول وتطورا تقنية البناء بالطين. وأشارت تركي، إلى عقد مؤتمر على هامش التظاهرة يدوم يومين، يستقطب أهم الأسماء في عالم الهندسة المعمارية من المختصين في تقنية الطين، يشرف بعضهم على ورشات تكوينية، ينقلون من خلالها خبراتهم وتجاربهم الطويلة لطلاب جزائريين مهتمين بهذا الجانب، على غرار المهندس أدريرا فيروا، المعماري الحاصل على جائزة "أغاخا" أكبر التكريمات التي يمكن لمهندس معماري الحصول عليها على المستوى العالمي. للإشارة قام أديريرا ببناء مستشفى في مالي باستخدام تقنية الطين، كما وضع دراسة تحليلية للهندسة المعمارية الجزائرية الغنية تراثيا نتج عنها تأليفه لكتابين أصدرهما مؤخرا الأول عن هندسة القصبة العريقة، أما الثاني فحمل عنوان "ميزاب..درس الهندسة المعمارية".