تجري الحملة الانتخابية التي دخلت أسبوعها الثاني على مستوى منطقة القبائل، بما لا تشتهيه التشكيلات السياسية التي أقحمت نفسها في هذا المعترك الانتخابي، فاللعب على اوتار الوعود الفارغة لم يعد مجديا في نظر الكثير من المواطنين، بدليل عزوفهم عن الفضاءات المخصصة للحملة الانتخابية، هذا اذا ما استثنينا الحضور المحتشم لمناضلي الأحزاب خلال التجمعات التي تقام هنا وهناك. والى حد الان لا شيء في منطقة القبائل ينذر بوجود استحقاق انتخابي يوم 29 نوفمبر الحالي، فالمنطقة غارقة في مشاكل اجتماعية لا تعد ولاتحصي اما المشاريع التنموية فحدث لا حرج.. فهاجس السكان يبقى الاستقرار الامني الذي لم تتضح معالمه بعد بسبب استمرار النشاط الارهابي في بعض المناطق، فحل معادلة التنمية وجلب الاستثمارات مرهونان بضبط الامور الامنية وهي احد المطالب الرئيسية لسكان منطقة القبائل الذين فقدوا الثقة في صناديق الاقتراع، فهمهم هذه الايام هو التحضير الجدي لفصل الشتاء وجمع ما ابقت عليه حرائق الصيف من غلة الزيتون، حيث يرون ذلك انفع بكثير من تضييع الوقت في الاستماع الى خطابات اعتادوا عليها منذ الانفتاح السياسي. والى حد الان لم تنجح الاحزاب ذات الوزن الثقيل في المنطقة، في اقناع المواطنين للتصويت على مترشحيها وبرامجها، فحتى الاسماء التي تضمنتها الكثير من القوائم يراها المواطن جد متواضعة بغض النظر عن الوجوه المألوفة التي لا تزال تأمل في العودة لتسيير بلديات شبيهة بالاطلال التي تغنى بها شعراء العصر الجاهلي، الامور تتجاوز كثيرا الذهاب الى صناديق الاقتراع من عدمه لان حبل الثقة انقطع بين المواطن وهذه المجالس التي اثبتت عجزها في تلبية حاجيات السكان، والا كيف نفسر الاحتجاجات اليومية التي تسجل هنا وهناك من غلق لشبكات الطرقات ومقرات الدوائر و البلديات بسبب انعدام الماء الشروب وللمطالبة بالربط بشبكة الغاز او قنوات الصرف الصحي والانارة العمومية وترميم الطرق، هذا هو الواقع المر الذي تعيش على ايقاعه قرى القبائل التي تبحث عن اقلاع تنموي حقيقي يصون شبابها من الافات ويفتح امامهم المجال لابراز قدراتهم في الابتكار والابداع، بدلا من الانتحار او الجري للظفر بتأشيرة هجرة الى كندا، لاشك ان المنتخبين الذين سيرحلون عن هذه المجالس يدركون جيدا هذه النقائص والاختلالات التي ارهقت سكان المنطقة، ونحن على مشارف توديع سنة 2012 لا يزال الطريق الذي يربط بين تيزي وزو وعزازقة مثلا، هو ذاك الطريق الذي انجز في العهد الاستعماري وقد تقطع مسافة 37 كلم الموجودة بين المدينتين في ظرف ساعتين في احسن الاحوال نهارا، ولا تزال دائرة ادكار في ولاية بجاية، تعتمد على ثانوية واحدة لاستقبال متمدرسي 6 متوسطات والكثير من القرى تفتقر لقاعات العلاج ومراكز للترفيه بالنسبة للشباب ومحدودية الربط بشبكة الانترنت وغيرها من المطالب التي يظل الكثير منها عالقا الى اجل غير مسمى، وهذه هي الاسباب التي جعلت الاحزاب السياسية تفشل في حملتها ولم تستقطب الى تجمعاتها سوى مناضليها مع الحضور المحتشم لبعض الفضوليين. ويجزم المهتمين بهذه الحملة على مستوى القبائل بأنها لاحدث و ستكشف عن ذلك نسبة المشاركة يوم 29 نوفمبر القادم.