خوفا من تفشي الفيروس أثناء تنظيم حفلات الزواج الجماعي أطلق عديد رؤساء جمعيات خيرية ودينية بغرداية، حملات مواطنة وتحسيس في أوساط المواطنين حول التدابير الوقائية التي يتوجب اتخاذها ضد خطر تفشي فيروس كورونا (كوفيد- 19) أثناء تنظيم حفلات الزواج الجماعي. وكما جرت العادة تنظم هذه الأفراح الجماعية خلال العطلة الربيعية بحضور ضيوف من شتى الولايات وكذا السياح، حيث تعرف مشاركة مئات المدعوين في مختلف القصور العريقة بالولاية، وهو ما دفع عديد الجمعيات إلى التساؤل في هذا الظرف الصحي الإستثنائي بخصوص الحفاظ على مواعيد هذه المناسبة أو تأجيلها. وأمام تفشي فيروس كورونا قرر أعضاء عديد الجمعيات الدينية بكل من مدن العطف وغرداية وبريان ومتليلي والمنيعة إلغاء هذه الأعراس الجماعية، فيما فضل آخرون حصر الحضور في الأقارب وأفراد الأسرة فقط. وقد أخذت ظاهرة حفلات الزفاف الجماعي التي يتم الإعداد لها عادة قبل عدة أشهر خلال السنوات الأخيرة، أبعادا اجتماعية وثقافية وروحية بالمنطقة. وتستقطب هذه الأعراس الجماعية التي تنظم بمبادرة من النسيج الجمعوي ( جمعيات الأحياء وأخرى دينية) التي تبذل جهودا كبيرة لإنجاح هذه المناسبة الإجتماعية عديد أقارب المتوجين والسلطات المحلية والزائرين وحتى السياح ولهذا الغرض أطلقت حملة تحسيسية ووقائية من فيروس كورونا داخل المؤسسات الصحية المختلفة بالإضافة إلى إعادة تفعيل جهاز اليقظة والإنذار الصحي وإنشاء خلية أزمة على مستوى الولاية يترأسها والى غرداية. وفي تصريح له، أكد والي غرداية بوعلام عمراني أنه تم وضع كافة آليات التكفل وتشخيص حالات المرضى المشتبه فيه على مستوى مطاري الولاية (غرداية والمنيعة) سيما وسائل النقل الآمن للحالات المشتبه فيها وفقا للمعايير الدولية للمراقبة والمتابعة. وأوضح أيضا في ذات الشأن أنه تم إنشاء وحدات عزل ومعالجة الحالات المشبوهة في المستشفيات الأربعة بالولاية، مضيفا أن المسافرين والأشخاص العابرين وموظفي خدمات الملاحة الجوية القادمين من الخارج وتقنيي الطائرات” يخضعون لمراقبة طبية صارمة”. ومن جهة أخرى، أجلت الطبعة أل 51 للعيد الوطني للزربية التي كان مقررا تنظيمه بين 21 و 26 مارس الجاري، تنفيذا لتعليمات رئيس الجمهورية. كما تم تأجيل عديد التظاهرات الثقافية والتجارية التي كانت مبرمجة بعدة مناطق بالولاية، كما تم غلق عديد الحمامات الجماعية وبالمحطة الحموية زلفانة وذلك تفاديا لأي تفشي لفيروس “كوفيد -19”. وبدورها وجهت مصالح مديرية الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات تعليمات للأطباء (خواص وعموميين) تدعوهم لليقظة والإبلاغ بالحالات المشتبه فيها مع تكوين فرق للفحوصات بالوحدات الإستشفائية وبالحجر والتكفل الصحي. وفي هذا الجانب أكد مدير القطاع عامر بن عيسى أن “هناك مراقبة صارمة ومستمرة بمختلف مناطق ولاية غرداية من قبل كافة الطواقم الطبية من أجل رصد أي حالات مشتبه فيها”، معربا في ذات السياق عن “استنكاره لنشر شائعات لا أساس لها من الصحة والتي تهدف إلى نشر الخوف بين المواطنين من خلال بث مقاطع فيديو وشهادات كاذبة”. ولوحظت مشاهد غير مبررة وغير عقلانية لتدفق كبير للمواطنين على المتاجر ومحلات المواد الغذائية من أجل التزود بالمواد الغذائية تحسبا، كما يتوهمون، لمواجهة أي ندرة قد تحصل جراء تفشي وباء فيروس كورونا. وتعمل السلطات العمومية من أجل توفير كافة الوسائل الضرورية لفائدة المؤسسات الصحية من خلال تزويدها بكافة وسائل الكشف الفوري والوقاية ضد الفيروس (كمامات طبية واقية وقفازات وغيرها). كما تنظم حملات تحسيسية لفائدة السكان حول التدابير الوقائية التي يتعين اتخاذها سيما النظافة كغسل الأيدي واستخدام أقنعة واقية.