رفعوا الأسعار وأحرقوا جيوب المواطن رغم تحذيرات الرئيس تبون والوزارات المعنية وزير الفلاحة يأمر بإخراج المنتوج المخزن في غرف التبريد لمواجهة المضاربة إطلاق عملية تسويق 1400 طن من مادة البطاطا ب 40 دج/كلغ واصل تجار الخضر والفواكه، والمواد الغذائية، رفع الأسعار وحرق جيوب المواطن، مستغلين الفوضى وحالة الهلع التي أحدثها استمرار تفشي فيروس “كورونا” في مختلف ولايات الوطن، متحدين بذلك الدولة، وضاربين عرض الحائط تحذيرات رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، التي وجهها للمضاربين في خطابه للأمة أول أمس، وكذا تهديدات وزارتي التجارة والفلاحة. عرفت أسعار الخضر الفواكه، صباح أمس ارتفاعا جنونيا خاصة على مستوى أسواق الجملة، بمختلف ولايات الوطن، على غرار سوقي بلدتي بوقرة في البليدة، والكاليتوس في العاصمة، حيث بلغ سعر البطاطا وفقا لما وقفت عليه “السلام”، 120 دج ، الطماطم 160دج ، الكوسة 140دج ، والجزر 160 دج، نفس الشيء بالنسبة للفواكه التي شهدت هي الأخرى ارتفاعا ملحوظا. أما المواد الغذائية، فحدث ولا حرج فأسعار المعجنات زادت خلال الأيام الثلاثة الأخيرة ب 30 بالمائة، حالها حال أسعار السميد، والفرينة، التي ارتفعت في بعض مناطق الوطن بنسبة 100 بالمائة، بدليل أن سعر الكيلوغرام الواحد من السميد بلغ 150 دج، فيما بلغ كيس ذو 100 كلغ 1500 دج. وفي هذا السياق، أبرز الحاج الطاهر بولنوار، رئيس الجمعية الوطنية للتجار والحرفيين، في منشور له عبر حسابه الخاص على “الفايسبوك”، إن ارتفاع أسعار الخضر والفواكه جاء نتيجة للمضاربة في أهمّ مادة وهي البطاطا، وطالب بتشديد الرقابة على الوسطاء أوّلا والتّرخيص المؤقّت بإخراج جزئي للمخزون في حدود 10 بالمائة ثانيا، كاشفا أن مخزون البطاطا يكفي لعدّة أشهر زيادة على استمرار موسم الجني. هذا وتوقع المعني، استقرار الأسعار بعد 48 ساعة، وكتب في المنشور ذاته ” بعد اتصالات مع ممثّلي المزارعين ومموّني البطاطا خاصة بولاية وادي سوف، وكذا ممثلي أسواق الجملة للخضر والفواكه وبعد إجراءات خاصّة .. أتوقّع استقرار الأسعار بعد يومين”. وتأتي خرجة هؤلاء التجار عديمي الضمير الذين حطموا المواطن في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها البلاد جراء انتشار وباء “كورونا”، حالها حال جل دول العالم، رغم أن الرئيس تبون، شدد في خطابه للأمة أول أمس، على محاربة وفضح المضاربين، علما أن وزارتي التجارة والفلاحة حذرتا في الأيام الأخيرة كل المتلاعبين بالأسعار، وهددتهم بعقوبات تصل إلى السجن. وعلى ضوء ما سبق ذكره، أمر شريف عوماري، وزير الفلاحة والتنمية الريفية، باخراج المنتوج المخزن في غرف التبريد، وتوجيهه إلى السوق، لمواجهة المضاربة الحاصلة في الأسعار وتفاديا للندرة، حيث كشف دوبي بونوة لعجال، رئيس الغرفة الوطنية للفلاحة، في تصريحات صحفية أدلى بها أمس، أنه أجرى اتصالا مع وزير الفلاحة والتنمية الريفية، للوقوف على المستجدات التي وضعتها الوزارة تحسبا لمواجهة المضاربة في السوق بفعل الإقبال الكبير للمواطنين على الخضر والفواكه وتكديسها خوفا من أي طارئ، بفعل أزمة “كورونا”، وأخبره شريف عوماري، أنه قد أمر باستخراج المنتوج المخزن في غرف التبريد لعرضه على السوق. في السياق ذاته، أطلقت أمس وزارة الفلاحة، عملية تسويق 1.400 طن من البطاطا بسعر 40 دج للكيلوغرام الواحد، وذلك لمجابهة الارتفاع “الجنوني” الذي عرفته أسعار هذا المنتوج الفلاحي في أسواق الجملة والتجزئة بسبب المضاربة والإشاعات المتعلقة بانتشار فيروس “كورونا”، العملية مست العديد من وحدات البيع التابعة لمجمع تثمين المنتجات الفلاحية بالجزائر العاصمة، على غرار تلك المتواجدة بباب الوادي، حسين داي، بوشاوي، وعين البنيان، على أن يتم تعميم العملية على عدة ولايات على غرار سطيف ووهران، وفقا لما كشف عنه مصطفى بلحنيني، الرئيس المدير العام للمجمع، الذي اشرف شخصيا على العملية بوحدة باب الوادي. وزير التجارة يخفض “مؤقتا” سعر البطاطا إلى 44 دج وينصب لجنة يقظة لمتابعة التموين بالمواد الواسعة الاستهلاك أمر كمال رزيق، وزير التجارة، مسؤولي المركز التجاري “كارفور” بالعاصمة، بتخفيض سعر البطاطا التي كانت معروضة ب 112 دج، إلى 44 دينار، وهو ما تم في الحين، وذلك خلال زيارة مفاجئة قادته إلى عين المكان، مكنته من معاينة عمليات تموين المواطنين بالسلع. وفي سياق ذي صلة، اشرف رزيق، أول أمس بحضور عيسى بكاي، الوزير المنتدب المكلف بالتجارة الخارجية،على تنصيب لجنة يقظة مكلفة بالمتابعة الدقيقة لشروط تموين المواطنين بالمواد واسعة الاستهلاك على مستوى كافة التراب الوطني، وكذا توقع استباق الحالات التي قد تؤدي إلى اضطراب في تموين السوق، مع اتخاذ كافة التدابير ووضع كل الميكانيزمات الكفيلة بضمان التموين العادي للمواطنين، وفقا لما جاء في بيان لدائرته الوزارية، أمس تحوز “السلام” على نسخة منه.