تحولت الاحتجاجات التي عرفتها بلدية المهير ببرج بوعريريج إلى مواجهات عنيفة بين الرافضين والمؤيدين لفوز ممثل جبهة تحرير الوطني برئاسة المجلس البلدي، أين عرفت البلدية ليلة أول أمس اشتباكات بين الطرفين بعد تنصيب أعضاء المجلس البلدي مباشرة، والتي أسفرت عن إصابة عدد من المواطنين والمحتجين وعدد من قوات مكافحة الشغب بجروح بليغة. وحسب شهود عيان فإن أنصار الحركة الشعبية الجزائرية التي حازت على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات المحلية الفارطة وكذا أنصار التحالف الوطني الجمهوري، هم من كان وراء فتيل أعمال الشغب هذه التي جعلت من المنطقة تعيش حالة من اللأمن والفوضي منذ أكثر من أسبوعين. يأتي هذا بعد تحالف الأفلان والأرندي وقائمة حرة الأمر الذي رجح الكفة لصالح مرشح الأفلان ما رفضه أنصار الحزبين المتبقيين، حيث اشتدت المواجهات إلى درجة جد عنيفة تطلبت تدخل فرق مكافحة الشغب التي استعانت بالقنابل المسيلة للدموع وسط اشتباكات الغاضبين، حيث تم اعتقال أكثر من 40 شخصا من المتسببين والقائمين بهذه الأعمال. وتبقى الأوضاع غير مستقرة لحد الساعة ومرشح لعودة المواجهات بعد الحركة الاحتجاجات التي قام بها المعارضون أمس، أين تم غلق عدد كبير من المؤسسات العمومية ومقر البلدية وامتدت الموجة إلى مقاعد الدراسة التي عرفت جلها شللا كبيرا بالمنطقة، بعد تأكدهم من تحالف الأحزاب الأخرى مع مرشح حزب الأفلان الحائز على 3 مقاعد، وهو ما رفع عدد أصوات الموالين إليه في الاقتراع السري إلى 9 مقاعد. هذا وتم أمس أيضا إطلاق سراح المعتقلين بعد جلست صلح بين السكان ومصالح الأمن مقابل التوقف عن هذه الاحتجاجات والتحلي بروح المسؤولية وتقبل ما يمليه الصندوق، والابتعاد عن هذه الأعمال التي يبقى الضحية الأول فيها والأخير المواطن البسيط خاصة أن بلدية المهير هي أفقر البلديات بالبرج، وإلى غاية هذه الساعات تعيش المنطقة حالة استنفار وجمود كلي وانتشار لقوات الأمن عبر كامل ربوع البلدية تفاديا لتصعيد الأمر.