يشتكي أزيد من مئة ألف ساكن موزعين عبر العديد من بلديات ولاية سطيف، من انعدام المناوبة الليلية بالعيادات المتعددة الخدمات وقاعات العلاج مما زاد من معاناة المرضى والمصابين في مختلف الحوادث، خاصة منها حوادث المرور التي تسجل بشأنها المنطقة أرقاما قياسية. يتجلى هذا المشكل الذي ما فتئ يطرح نفسه بحدة في الآونة الأخيرة على مستوى العديد من البلديات الموصوفة بالنائية على غرار بلدية التلة والطاية وأولاد سي أحمد والولجة وقلال، الأمر الذي يجبر المرضى للتنقل للمدن والمراكز الحضرية الكبرى لإجراء الفحوص الطبية اللازمة أو الاستفادة من خدمات الاستشفاء خاصة على مستوى مدن العلمة وعين ولمان وعين آزال، التي تتوفر على هياكل استشفائية. ولعل ما زاد من معاناة سكان المناطق المذكورة حالة التشبع التي يلفتها مستشفيات هذه المدن خاصة منها مستشفى العلمة، الذي يضمن الخدمات الطبية والإستشفائية لنمو 15 بلدية بالمنطقة الجنوبية للولاية ،الأمر الذي جعله غير قادر تماما على استقبال المزيد من المرضى والمصابين في شتى الحوادث. وقد طال هذا المشكل أي انعدام المناوبة الطبية الليلية عبر العديد من البلديات و التجمعات السكنية النساء والحوامل، مما أثار قلقهن اذ يضطر أهاليهم في كثير من الأحيان إلى البحث عن سيارة “فرود” لنقلهن في فترات الليل إلى أقرب مستشفى في أجواء من التوتر والنرفزة. ومما يشار إليه هنا واستنادا لمعطيات مديرية الصحة فإن نحو 20 قاعة علاج موزعة عبر العديد من مناطق الولاية تبقى مغلقة في درجة في وجوه المرضى لافتقارها للتأطير الطبي اللازم، مع التذكير أن العديد من الأطباء والأعوان شبه الطبيين كثيرا ما يبدون رفضهم العمل بالمناطق النائية بدعوى نقص المرافق الضرورية على غرار النقل والاطعام، مما ضاعف من هموم قطاع الصحة بولاية تحتل المرتبة الثانية في تعداد السكان بعد الجزائر العاصمة. عائلات متذمرة لغياب الصحة ببيضاء برج وعين آزال اشتكت العائلات القاطنة على مستوى قرية البقاقة، التي تبعد حوالي 7 كلم عن بلدية بيضاء برج جنوب ولاية سطيف، من ظروف الحياة المعيشية التي تطبعها العزلة والعطش وانعدام المرافق الضرورية للحياة، ياتي في مقدمتها العيادة الطبية، حيث أكد لنا سكان هذه القرية بأنهم يعيشون التهميش، حيث لا يزالون يستعملون الاحمرة لنقل الماء من احد الانقاب تابع لأحد الخواص، كما أن الطريق الذي يربطهم بالعالم الخارجي لا يزال ترابي على مسافة 2 كلم ولم يستفد من عملية التهيئة لغاية اليوم خاصة وانه يزيد سوءا مع سقوط الأمطار، كما أكد لنا السكان أنهم محرمون من حصص البناء الريفي على خلاف باقي القرى المجاورة. كما طالب سكان قرية قوادري بوزيد الواقعة على بعد 2 كلم عن مدينة عن أزال استفادتهم من الغاز الطبيعي الذي لا يبعد الأنبوب الرئيسي عن القرية سوى بمسافة لا تزيد عن 300 متر، وقد اشتكى من انتشار القمامة حيث ان شاحنة البلدية لا تزور القرية، حيث ساهم الرمي العشوائي للفضلات في انتشار الكلاب الضالة التي تهدد أطفالهم حين خروجهم أو ذهاب إلى المدرسة، ناهيك عن انتشار الروائح الكريهة وانتقال الأمراض، واستغرب سكان القرية طريقة انجاز مشروع قنوات الصرف الصحي الذي استفادت منه القرية مؤخرا، حيث أن مستوى القناة الرئيسية مرتفع على مستوى المنازل بحوالي نصف متر وهو ما لا يمكن للمياه القذرة أن تصب في القناة الرئيسية.