يرحل معرض '' من تراب وطين''، الذي يحتضنه رياض الفتح بدءا من 18 من الشهر الحالي، بالزائرين إلى فن العمارة الترابية التي اعتمدت على الهندسة التقليدية، والتي ما تزال سمة عديد البنائين الذي حاولوا الإبقاء على هذا الفن المعماري مع مسايرة العصر بلمسة تراث تبرز وتحافظ على خصوصية الفن المعماري التقليدي كعنصر أساسي من الموروث الثقافي. وقد أكدت ياسمين تركي، محافظة معرض ''من تراب وطين''، ل''الشعب'' ان هذه التظاهرة الثقافية التي يكون افتتاحها الرسمي 17 من الشهر الحالي بفضاء رياض الفتح من طرف وزيرة الثقافة خليدة تومي، تستضيف صورا وزخارف جدارية بالطين أنجزها فنانون من عديد الدول منها بوركينافاسو، النيجر، غانا، موريطانيا والشيلي، هذه الأعمال التشكيلية المتنوعة المصنوعة من المواد الخام المستخرجة من الأرض مباشرة تمكّن الجمهور من اكتشاف خصائص العمارة الترابية التي اقترنت بالأجداد والضاربة في عمق الحضارات التي تعكس زخم الموروث الثقافي والمكانة الكبيرة التي احتلها المعمار في مختلف الدول وعبر مختلف الفترات والمراحل. كما كشفت ذات محافظة المعرض ل ''الشعب'' على أخذ الفيلم لنصيبه من هذه التظاهرة الثقافية والفنية، من خلال عرض فيلمين حول العمارة الترابية، حيث يكون الأول بعنوان ''ثورة الأرض'' وآخر. ويأتي معرض '' من تراب وطين'' الذي يفتتح أمام الجمهور في 18 من نوفمبر الحالي كإهداء للمعماريين الذين اعتمدوا مواد الأرض الخام في بناءاتهم، كما يحاول إبراز أهمية التقنيات التقليدية في البناء وكذا تنوعها وقدرتها على استيعاب مقاييس البناء العصرية التي تضمن الراحة والسكن ودوامه. وتحاول التظاهرة الثقافية والفنية تحسيس الزائرين وتعريفهم بالقدرات الإبداعية العريضة التي تميز بها هؤلاء الفنانين المعماريين الذي تحضر أعمالهم في الفعالية برياض الفتح، بغرض استرجاع هذا التراث الهام الذي تولد من أرض الجزائر وبالتالي وجوب المحافظة عليه وإعادة بعثه. ولقد كانت الأرض المورد الأول في عملية البناء منذ فجر الحضارات ومع التطور ظهرت العديد من أشكال البناء مبرزة تنوعا واضحا يتماشى وتراب أو طين لمنطقة من هذا العالم وتبرز أيضا التعددية الثقافية وخصوصيتها من شعب إلى آخر.