بعد عجزه عن تلبية احتياجات المؤسسات الاستشفائية بالولاية يعجز مركز حقن الدم بسيدي بلعباس من تغطية جميع احتياجات المؤسسات الاستشفائية، بسبب الإقبال المحتشم للمتبرعين ما ساهم في نفاذ مخزون البنك سيما بالنسبة للزمر السلبية، مما جعل تمويله يقتصر فقط على الحالات الاستعجالية بالمستشفيات في الوقت الذي يطالب فيه المرضى أصحاب التدخلات الجراحية المبرمجة بتوفير الدم بأنفسهم عن طريق جلب المتبرعين إلى المركز أو اللجوء إلى خيار تأجيل عملياتهم الجراحية. وقد كشف القائمون عن مركز الدم بأن هذا الأخير استقبل نحو 3047 طلب للحصول على الدم في مختلف الزمر من قبل المؤسسات الاستشفائية المنتشرة عبر التراب الولائي خلال الثلاثة أشهر الماضية، فعلى سبيل المثال تم توفير للمستشفى الجامعي عبد القادر حساني لوحده 1800 كيس دم و701 من الصفائح الدموية ليأتي بعده مستشفى التوليد الذي تحصل بدوره على 404 كيس و47 من الصفائح. الأرقام التي اعتبرها المعنيون بالمرتفعة مقارنة بشح المواطنين على التبرع بدمهم رغم الحملات التحسيسية التي يقوم بها المركز التي وصلت إلى حد استجداء الموظفين في مختلف القطاعات من أجل ملء بنك الدم لكن دون جدوى حيث تبقى المجموعة غير قادرة حتى على تغطية نصف الطلبات، سيما في الظرف الصحي الحالي الذي تمر به البلاد والذي ساهم وبشكل كبير في عزوف المواطنين وحتى المتبرعين الدائمين عن أداء واجبهم الإنساني مخافة الإصابة بفيروس كورونا، وكانت آخر عملية جمع أكياس الدم ليلة 27 من شهر رمضان المبارك، أين تمكن المركز من جمع نحو 800 كيس دم في مختلف الزمر. وفي ذات السياق أوضح القائمون على المركز بأن هذه الكميات المجمعة ليست نهائية لأنه بعد تحليل الأكياس يتم استبعاد العديد منها لعدم قابليتها للاستعمال لمرض أصحابها، بالمقابل أبدى القائمين على مركز حقن الدم مخاوفهم من تزايد الطلب على هذا العنصر الحيوي سيما في الزمر النادرة التي أصبحوا يقايضونها مع زمر أخرى للمتبرعين بسبب انطلاق موسم الاصطياف وما يصاحبها من حوادث مرور في ظل شح للمواطنين على التبرع بالدم بالرغم من الأيام التحسيسية والتوعوية الدورية التي تقوم بها مختلف المصالح الطبية لاستجداء المواطنين في ظل ارتفاع مرضى فقر الدم والغسيل الكلوي.