الكاتبة الصاعدة مايا مختاري ل"السلام": إلى أعماق الأدب تبحر الكاتبة الشابة "مايا مختاري" بتشكيل لوحات التركيب لكنها من النصوص الأدبية وليس من منهج تخصصها العلوم الاجتماعية، وليس شهرة تبحث عنها كما قالت، فهي صابرة على ولادة أول مولود أدبي سردي لها قبل أن تتأكد تماما أن ما تنجبه من حروفها النثرية ستؤثر في جوهرية الكتابة، وتقدم للقارئ طبقا أدبيا جديدا. حاوره: أ. لخضر . بن يوسف " مايا مختاري " ابنة العشرين ربيعا ، طالبة جامعية في العلوم اجتماعية، ومتربصة في المعهد الوطني للسياحة، تستعد خلال الأيام المقبلة لطرح أولى اصداراتها وهي رواية موسومة ب"أشلاء"، تستعرض فيها أسبابها وظروف كتابتها لها وسياقاتها بعد طول صبر واستمرار لتقديم كل ما هو جديد وكل ما يحتضن فكرة جديدة، وتكتب مايا ابنة ولاية بومرداس السياحية ضمن أبواب أدبية عديدة، فهي تحمل في قلبها وجها مشرقا لولايتها، وشكلت لها واجهة ثقافية وإبداعية تعيشها، وتعيش فيها حالة شعورية وإبداعية وقدرة فائقة على التعبير عن دواخلها خالصة تعكس جمال هذه المدينة التاريخية، وبين بومرداس والكتابة تتشكل سنابل النثر لدى مايا. حدثينا عن بداياتك ومحاولاتك الإبداعية ومن كان وراء اكتشاف الموهبة فيك؟ أولا بدايتي كانت غريبة نوعا ما لأني لم أكن أعلم أني أحمل هذه الموهبة العظيمة بين يدي..بعد فترات لاحظ أساتذتي إبداعي في التعبير، وهكذا رحت أطوّر نفسي وموهبتي .. كل الفضل يعود لعائلتي وأساتذتي. ماهي أبرز المعوقات التي واجهت كتابات مايا الابداعية، في ظل الانشغال بالحياة اليومية وكثرة المشاغل؟ من جهة المعيقات التي واجهتني هو أنّ مجتمعي لم يكن يراني كاتبة أو شاعرة، وهذا كان يؤثر بي نوعا ما، حيث أنّي كنت صغيرة وجديدة في هذا الميدان .. أمّا من حيث حياتي اليومية فلم يكن لي أي مشاكل لأني أجعل لكل شيء وقته الخاص. هل تعتبري من وجهة نظرك التأليف موهبة لم تكتشفيها سابقا، أم هي فرصة منحتها لك الحياة ليسطع نجمك مستقبلا بين كبار الكتاب والمؤلفين؟ التأليف.. بالنسبة لي كان موهبة جديدة اكتشفها أحد الشعراء ونصحني بأن أخوض فيها، وبعد أن حاولت التألق صنعت منها فرصة لأدخل عالم الكتاب والمؤلفين، ولما لا يسطع نجمي بين كبار الأسماء. صدر لك مولود أدبي موسوم "أشلاء" وهو رواية، كم من الوقت استغرقتِ في تأليف اصدارك وماهي مواضيع نصوصك وما القضية التي تؤرقك وركزت عليها؟ أشلاء أو كما أسميها أنا أشلائي.. بعد حولين كاملين (عامين) استطعت أن أقدمها لدار النشر، أشلاء تحمل شيئا من الواقع الذي يصطدم به كل مراهق، تتناول العراقيل التي تواجهنا والمشاكل التي لا تنتهي..تحمل في طياتها العبر والتفاؤل وكثير من الأحكام.. وهذا بالذات ما ركزت فيه، لأن الشباب في يومنا هذا الاحباط سيطر عليهم، إذا أردت أن أوصل رسالتي وهي التفاؤل. أشلاء، لماذا هذا الاختيار في العنوان، وما المغزى والدافع من ورائه، وهل يوافق المضمون بين دفتي الاصدر؟ أشلاء، هذا العنوان كان قبل أن تكتمل الرواية أصلا.. (الفرح /الحزن / الذكريات …) كل هذه تعتبر الأشلاء التي تبني ماضي ومستقبل وحاضر الإنسان، المغزى هو أن هذه الأشلاء جزء لا يتجزأ منّا مثلها مثل اليد أو القدم .. لا يمكن التفريط بها وإن فقدناها لن نكون بخير، العنوان يوافق حرفيا ما جاء في المتن وما ترويه صفحات الرواية. شخوص الرواية هل هي حقيقية أم من نسج الخيال، الزمان والمكان والصراع، أقاليم متعددة في الرواية، كيف وظفت ذلك، وماهي المنهجية التي التزمت بها لكتابة روايتك؟ شخصيات الرواية شخصيات حقيقية ومن واقعنا (الأصدقاء/ العائلة .. ) أمّا عن الزمان والمكان، فيمكن أن أقول أنّها شبه خيالية ، هنا كان للإلهام والخيال الإبداعي وتوظيف أدوات الكتابة دور كبير في بناء النص ونسجه، أمّا المنهجية اتركها للنقاد، ليتم الكشف عنها وشرح طريقتها وأسلوبها. ألا تشعرين بأنك في هذه الحياة جئت لمهمة محددة سلفا وهي كتابة رواية تحمل كل سماتك؟ لا .. الكتاب والكتابة كانت حلم أتمنى تحقيقه، لكنّي لم أولد لمهمة محدّدة لأني أخوض في جميع المجالات لأكوّن نفسي وأطوّر ذاتي وأنمّي ذاتي ومهاراتي، جميل أن يكون لي كتاب يحمل اسمي، لكن الحياة هي فرص مفتوحة وعدة مجالات علينا أن نجرّبها ونختبرها لنتعلّم منها ونستفيد من التجارب، فالحياة متغيرة، والتجارب مستمرّة والنتائج متواصلة. لماذا اخترت أن تسلكِ درب الرواية في أول مخاض لك وأنت في بداية مسارك الابداعي؟ كان ولوجي الفعل الإبداعي والكتابة والتأليف من بوابة الرواية لأنها كانت أقرب شيء يمكنني التعبير به عن نفسي وتتيح لي مساحات غير مطروقة … لاحظت أنّ الكثير من الناس يفضلون الرواية عكس الشعر. في زحام ما يُنشر من نصوص شعرية وسردية هنا وهناك لوحظ غياب النقد، وحلول عبارات المجاملة محله بكثافة، ما رأيك؟ أمر مؤسف حقّا لأني من الناس الذين يوافقون علي النقد البناء الذي به يمكنني تطوير نفسي .. علي عكس المجاملة والكلمات التي لا داعي منها، فهي لا تفيد، العكس هذا يزيد ركاكة الفن والكتابة وتفقد النصوص جماليتها الثقافية والإبداعية والفنية، على كل ناقد أن يكون على قدر مسؤوليته في النقد المنهجي والبناء بعيد عن المجاملات وتصفية الحسابات. هل لديكِ طموح لتقتحمي وتخوضي مغامرات إبداعية في أجناس أدبية أخرى؟ أكيد، فلن أتوقّف هنا.. البداية كانت مع أشلاء لكني بكلّ تأكيد سأخوض مغامرات أخرى بشتي أنواعها، فالحياة تتطلب ذلك. طموحاتك وأهدافك المستقبلية؟ طموحاتي وأهدافي كثيرة من بينها أن افتتح وكالة سياحية خاصة، وأن يكون اسمي حاضرا في كل الاحتفالات الشعرية للكتاب في مختلف أنحاء العالم .. أريد أن يصل صدى صوتي ويذاع اسمي ويتجاوز الجغرافيا والحدود لأكبر عدد ممكن من البشر. كلمة أخيرة للقراء والجريدة في كلمتي الأخيرة أتمني من كل شاب وشابة ممّن يملكون قدرات إبداعية و مواهب أن يطورها، ويعملوا من أجلها تحت شعار ( اجعل أحلامك أهدافا و حققها )، جزيل الشكر وعميق الامتنان والتقدير لجريدتكم الغرّاء عل هذه الالتفات الجميلة.