عقدت خليدة تومي، وزيرة الثقافة صبيحة يوم أمس جلسة عمل جمعتها بالسلطات الولائية والفاعلين في القطاع وذلك بهدف الوقوف على احتياجات الولاية في قطاع الثقافة وتحضيرا لتظاهرة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لعام 2015 المقبل. اعتبرت تومي، اختيار مدينة قسنطينة لاحتضان هذه التظاهرة فرصة سانحة لتدارك مختلف النقائص التي تعتري مختلف الفضاءت والقطاعات وأهم المعالم التاريخية والحضارية التي ينبغي تهيئتها على مستوى الولاية، حتى يتسنى لقسنطينة بأن تسترجع مكانتها، بطاقة تعريفية لكل الشعب الجزائري سنة 2015. وأكدت الوزيرة، بأن اغتنام الفرصة كفيل بفتح الباب في وجه المبدعين والمفكرين في كل المجالات التي من شأنها تفعيل أنشطة بنات وأبناء المدينة التي ستأخذ من إنتاجاتهم البناءة، بشكل كفيل بالتعريف بقسنطينة التي تجهلها الكثير من الدول العربية والأجنبية. وأضافت المتحدثة بأنه ينبغي فتح المجال أمام إظهار الإسهامات الجبارة لأبناء قسنطينة وأبناء الجزائر عامة بتكوين الثقافة العربية والإنسانية كوننا جزائريين وعرب وأمازيغ وأفارقة وأبناء الأبيض المتوسط بدون شك، مؤكدة في سياق حديثها بأن فكرة العواصم العربية قد انطلقت منذ التسعينيات بإشراف من الأليسكو التي تعتبر بمثابة يونيسكو العرب وذلك بعد إنشائها سنة 1986 من طرف جمعية الأممالمتحدة والتي اعتبرت تاريخها كسنة للثقافة ليليها الأوروبيون فالعرب في التسعينيات ثم المسلمون. ومن جهة أخرى، أشارت تومي خلال كلمتها إلى أن قسنطينة تحتاج إلى تشييد معالم كبرى تليق بعاصمة الشرق الوطني، على غرار فكرة إنشاء قصر للثقافة وكذا تجهيز مراكزها السينيمائية وخلق متاحف جديدة وغيرها من المنشآت التي ستضاف إلى رصيد قسنطينة بعد رصد الغلاف المالي الكافي لتجسيد ذلك. كما أوضحت بأن عملية إنجاح التظاهرة في كل من العاصمة وتلمسان قد تجسدت من خلال سياسة "عاند ولا تحسد" التي ستطبق على التظاهرة القادمة وذلك من خلال تطبيقها نفس المنهاج الذي اتخذته أكبر الدول لإنجاح تظاهراتها الثقافية، مبرزة بأن قسنطينة لا تزال في مرحلة البدء التي سيكون من شأنها رسم كامل معالمها. وطلبت المتحدثة من والي الولاية، بأن يفيدها ببرنامج أولي يضم برنامجين الأول يخص الترميمات وهو البرنامج الذي سيضم 09 مخططات حسب تصريح مدير الثقافة بولاية قسنطينة والآخر ثقافي يضم الإنتاج والإخراج وغيره وهي البرامج التي من شأنها خلق التصور الأولي لأجل المرافعة عن مدينة قسنطينة حتى تحقق ما هي عازمة عليه، وفي ختام حديثها أكدت خليدة تومي على ضرورة الشد على الأيادي وتحقيق المصالحة بين الأطراف الفاعلة بالولاية، بما الوالي ورئيس الهيئة التنفيذية ورؤساء مختلف الهيئات ومختلق القطاعات والمجتمع المدني وأبناء قسنطينة مركزة على ضرورة التعاون والتكافل والتلاحم لإنجاح التظاهرة على مستوى "سيرتا" التي اعتبرتها الوزيرة أقدم ولاية على التراب الوطني الطاهر.