تعاني بلدية الجزار التي تبعد بنحو 100 كيلومتر غرب عاصمة الولاية باتنة، من عجز في التكفل بانشغالات سكان عديد المشاتي خاصة المتواجدة بالجهة الشرقية، كمشتة أولاد محمد بن عمر، أولاد بوشارب، الهلالات، العليات، أولاد بورنان إلى جانب مشات أخرى تعيش العزلة نتيجة افتقارها لضروريات الحياة كالماء والكهرباء والطريق. أكدت لنا في هذا الصدد مصادر من داخل البلدية أن المنتخبين الجدد بالبلدية في الانتخابات المحلية الأخيرة، تنتظرهم مسؤولية كبيرة باعتبار أن البلدية ذات طابع ريفي بحت وينتظر سكانها رفع الغبن عنهم بتجسيد مطالب كثيرة، حيث ذكرت ذات المصادر بأن سكان الجهة الشرقية بالجزار، يطالبون بالالتفات إليهم وتحسين إطار الحياة وذلك بتجسيد مشاريع تنموية، منها إنجاز الطريق المؤدي للبلدية لفك العزلة عنهم، حيث يضطر السكان المقيمون في هذه المشاتي لقطع مسافة طويلة تزيد عن 25 كيلومترا للوصول إلى مقر البلدية، وهذا بعد الدخول لإقليم بلدية بريكة ثم بعدها التوجه إلى مقر بلديتهم، في حين أن المسافة لا تزيد عن 15 كيلومترا بين مشاتي الجهة الشرقية ومركز البلدية، وهو ما جعل السكان يلحون على إنجاز مشروع الطريق خاصة وأن المشاتي التي ستستفيد منه تضم كثافة سكانية كبيرة. وعلى غرار ذلك يطالب السكان أيضا بتوفير مصادر للمياه كونهم يعانون في جلب هذه المادة بواسطة وسائل تقليدية كالبغال، ويعتمدون على الصهاريج التي تنقلها إليهم مصالح البلدية، وذكرت في هذا الشأن ذات المصادر، بأن عدم توفر المياه ساهم في نزوح عائلات من المشاتي نحو مقر البلدية، في حين أن قناة سد كدية لمدور. التي تزود سكان بريكة لا تبعد عنهم بمسافة طويلة، وناهيك عن انعدام المياه يشتكي عدد من سكان المشاتي من انعدام الكهرباء التي يفتقدونها، وقد دفعتهم هذه الوضعية إلى الاحتجاج مرات عدة على ظروف الحياة الصعبة، ومنها أيضا تدني العناية الصحية التي يشتكي منها جل السكان ببلدية الجزار، خاصة في ظل انعدام مصلحة للاستعجالات حيث يضطرون إلى التنقل إلى مستشفى بريكة. ويدق السكان ناقوس الخطر كلما أتى فصل الصيف، حيث تسجل حالات كثيرة للسعات العقارب والزواحف التي تشهدها المنطقة نظرا لبيئتها الصحراوية، وعلى غرار سكان الجهة الشرقية فإن المشاتي الأخرى تتخبط في مشاكل أخرى، مثلما عليه الحال بمشة المعذّر التي يتخبط تلاميذها في أزمة نقل ويطالب أولياؤهم بإنجاز متوسطة تجمع تلاميذ مشتتي المعذر وأولاد مقلاتي.