أمام الخناق المشدد الذي فرضته قوات الأمن على بقايا كتيبة المهاجرين المنضوية تحث لواء ما يعرف بتنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال والمرابطة عند جبال وأحراش سلسلة جبال بوكحيل الممتدة حتى منطقة عين الريش بولاية المسيلة, وجدت العناصر الإرهابية المتبقية نفسها في وضع مأساوي من جراء انعدام المؤونة وانقطاع سبل التمويل عليها عقب نجاح مصالح الأمن في تجفيف منابع ومصادر الدعم والإسناد بعد تمكنها من تفكيك العديد من شبكات الدعم اللوجيستيكي في كل من منطقتي مسعد وفيض البطمة, إلى جانب القضاء على العديد من عناصر التنظيم في عمليات عسكرية كانت آخرها القضاء على 08 إرهابيين على مستوى إحدى المناطق الجبلية الواقعة بضواحي بلدية الشارف -50كلم غرب مقر الولاية -. و أمام هذا الوضع المتأزم الذي تعيشه بقايا الكثيبة التي لجأ عناصرها إلى محاولة النفاذ بجلدهم بعد أن فضلوا الإختباء وسط الأحراش والكهوف الجبلية مستغلة في ذلك وعورة تضاريس المنطقة, حيث لم يبق أمامها إلا خيارين لا ثالث لهما إما الإستسلام وترك السلاح نهائيا ومحاولة الإستفادة من تدابير ميثاق السلم والمصالحة الوطنية اعتمادا على الدور الفعال الذي سيقوم به أهالي المغرر بهم حيث علمنا بهذا الخصوص –حسب مصادر مطلعة بالملف – عن وجود اتصالات متقدمة مع المتبقين في الأحراش قصد اقناعهم بضرورة تطليق الأعمال الإجرامية والعودة الى أحضان المجتمع, وإما الهلاك الحتمي من الجوع والبرد في ظل انعدام سبل التزود بالغداء واللباس والأمراض التي تتربص بهم.