سيتم في الأيام القليلة القادمة إقالة عبد الحميد زرقين الرئيس المدير العام الحالي لمجمع سوناطراك، وتعويضه بالسعيد سحنون نائب الرئيس المكلف بنشاط المنبع على مستوى المجمع، بعد ظهور معالم تردي العلاقة بين يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم وزرقين، الذي باتت مواقفه تلوح ببوادر عدم قدرته على مسايرة استراتيجيات وسياسة الوزير . حيث ترددت هذه الأخبار نهاية الأسبوع المنصرم وجزمت مصادر جد مطلعة بالحسم النهائي في خليفة زرقين الذي سيكون السعيد سحنون الذي حاولت أمس "السلام" الاتصال به عبر هاتفه النقال، إلا أنه لم يرد على سلسلة المكالمات المتكررة. واستبعد خبراء ومتابعون لشؤون الصناعة النفطية بالجزائر، تحقيق الاستقرار المطلوب داخل مجموعة سوناطراك، باللجوء إلى تعيين رئيس مدير عام جديد كل 6 أشهر كمعدل منذ 2010، فتداول 4 رؤساء على المجموعة منذ 2010 يعتبر رسالة سلبية جدا للعاملين داخل المجموعة وإلى شركائها الأجانب، وضع يستدعي التساؤل حول السياسية التي سيطبقها السعيد سحنون، فهل سيعتمد على نظرته الخاصة أم وجهة نظر يوسف يوسفي وزير الطاقة والمناجم الحالي، الذي يرجح أن زرقين لم يعد رجل المرحلة المناسب القادر على تسيير الإرث الثقيل الذي خلفه سجن كبار مسؤولي المجموعة في جانفي 2010، وهو عجز أصبح بارزا للعيان من خلال مواصلة هروب الكفاءات إلى الشركات المنافسة ما انعكس على تراجع إنتاج الجزائر من المحروقات، هذا فضلا عن تكرر الأعطاب وكذا الحرائق والإنفجارات المتكررة التي شهدها مصنع تكرير البترول في المنطقة الصناعة بسكيكدة طيلة فترة تولي زرقين لزمام الأمور في سوناطراك، وفي السياق ذاته يعتبر الاعتداء الإرهابي الأخير على قاعدة حياة تيغنتورين بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس وعجلت في ترسيم قرار رحيل زرقين، خاصة بعد التداعيات والإفرازات السلبية التي أبانت الساحة العالمية للقطاع ما سيؤثر سلبا على صورة المجمع واستثماراته وحتى استراتيجياته المسطرة. للتذكير نصب عبد الحميد زرقين رئيس مدير عام لسوناطراك في 17 نوفمبر 2011، بعدما التحق في 2005 بالمديرية العامة لسوناطراك، حيث رشح سنة 2010 لمنصب مدير تنفيذي مكلف بالنشاط الدولي لسوناطراك قبل أن يصبح إداريا مسيرا لفرع المجمع في لوغانو بسويسرا.