لجأت مختلف المنابر الصحفية الفرنسية مؤخرا إلى تبني سياسة التعتيم وتجاهل المستجدات التي ضربت محاولاتها الحثيثة لتوريط السلطة والجيش الجزائري في قضية اغتيال الرهبان السبعة في تيبحرين، بعدما ذهبت كل التقارير الرسمية وكذا شهادات حية لمسؤولين فرنسيين وآخرين من قدامى المنخرطين في صفوف الجماعة الإرهابية المسلحة المعروفة بإسم «الجيا» إلى تحميل الأخيرة مسؤولية الحادثة كاملة لوحدها، وورطت السلطات الفرنسية في العملية بعدما قطعت المفاوضات مع الجماعة الإرهابية بسبب خلافات مسؤوليها المشرفين حينها على القضية. فبعدما حرصت الصحافة الفرنسية استجابة لتوجيهات جهات نافذة في قصر الإليزيه، على النبش باستمرار في قضية مقتل الرهبان السبعة وإثارة الزوابع الإعلامية حولها بمجرد حصولها على الفرصة لذلك، قصد تزييف الأحداث وطرح مختلف التأويلات الموجهة في سياق تحميل السلطة الجزائرية ومنظومة الجيش الشعبي الوطني مسؤولية عملية الاغتيال، بعدما اتهمت أجهزة الأخير بالتقصير عمدا في حماية الرهبان، عادت مؤخرا إلى تبني التعتيم وسياسة التجاهل بخصوص هذه القضية لإخفاء تورط مسؤوليها في ملابساتها، بحكم تأكيد المستجدات والشهادات الرسمية الأخيرة الصادرة من طرف عدد من المسؤولين الفرنسيين وعناصر من تنظيم «الجيا» براءة الجيش الشعبي من أي لبس متعلق بالقضية، وكشفها في المقابل تفاصيل توقيف المسؤولين الفرنسين المكلفين حينها سنة 1996 بالقضية للمفاوضات مع جماعة «الجيا» بسبب خلافات بينهم، أدت إلى مقتل الرهبان. فما عدا أسبوعية ماريان الفرنسية التي تابعت الحقائق ونقلت الشهادات التي أثبتت أن الجماعة الإسلامية المسلّحة هي المتّهم الأول والرئيسي في قضية مقتل الرهبان السبعة بتيبحيرين بولاية المديّة، وذلك اعتمادا على جملة من الشهادات التي أدلت بها مجموعة من الإرهابيين التابعين لذات الجماعة، لم تبادر أي صحيفة أخرى بمشاركتها نفس المسعى، حيث تأكد ذبح الرهبان السبعة على يد عناصر «الجيا» بعد اختطافهم من دير سيدة الأطلس بمنطقة تيبحيرين بولاية المدية، وعثر عليهم مقتولين ذبحا سنة 1996، بعدما تبنت الجماعة الإسلامية المسلحة الجريمة من خلال بيان لها حامل لرقم 44، من خلال نشريتها «الأنصار»، وهو ما أكده الفيلم الوثائقي الذي عرض أول أمس على قناة «فرانس 3» والذي تضمن مقاطع لشهادات مؤثرة أدلى بها عدد من إرهابي «الجيا»، على غرار شهادة حسن حطاب، عضو سابق في الجماعة الإسلامية المسلحة ومؤسس الجماعة السلفية للدعوة والقتال الذي أكد أن زيتوني خصمه من القادة الإرهابيين دعاه ليقول له «أعلمك أنني قتلت الرهبان هذا أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter