كيف نجح في مهمة قيادة البلاد في تلك الفترة؟ قضية النجاح هذه نسبية في الحياة وليست حتمية، ولكنني لا أقول أن زروال لم ينجح بل بالعكس أعكسها وأقول: لماذا لم يستمر؟ أما النجاح فقد نجح. كانت البلاد في فراغ سياسي مرعب ورهيب واستطاع أن ينظم انتخابات رئاسية كما استطاع أن يشكل مجلسا شعبيا وطنيا يضم مختلف طوائف المجتمع والمعارضة، الكل موجود في المجلس وكان من أحسن المجالس في حياة الجزائر، رغم أنه كان مجلسا وطنيا انتقاليا وغير منتخب لكن الجميع تعايش فيه، واستطاع أن يجري إصلاحات عميقة جدا. كل المنظمات والأحزاب والشخصيات كانت ممثلة في هذا المجلس واستطاع زروال أن يؤسس به قواعد الإصلاح، ففي هذا المجلس تمت دراسة قانون الانتخابات وقانون الأحزاب، وتمت دراسة كل القوانين المالية والتجارية بما يعادل نحو 45 قانونا مر على اللجنة القانونية فقط، وما يعادل 90 قانونا مر في هذا المجلس. واستطاع الرئيس زروال، أن يحقق في عهده أيضا تراجع نحو خمسة آلاف مسلح عن حمل السلاح بفضل قانون الرحمة، وحتى في الجانب الاقتصادي كنا نجري الميزانية على أساس 12 إلى 15 دولارا للبرميل فقط، ولكن الموازنات أربع ثم صعدت إلى خمس والآن إلى أين وصلت؟ ولهذا السؤال الذي يجب أن يطرح هو: لماذا لم يستمر زروال لكي يكمل المشوار؟ ولكن هذا قدره، لكل شيء أجل مكتوب ومحدود، ومع ذلك أعتقد أن زروال ينام هانئ البال ومطمئن الضمير. أنا هذا هو إحساسي. وبرأي يجب أن نهنئ زروال بالنجاح. أضف إلى Facebook del.icio.us Digg StumbleUpon Twitter