دق المختصون في الأسرة وعلم الاجتماع والقانونيون والأطباء، ناقوس الخطر حول ظاهرة «العنف الزوجي ضد المرأة»، التي كانت محور اللقاء الوطني الذي إحتضنت فعالياته كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة مولود معمري على مدار يومين كاملين للبحث حول سبل الحد من هذه الظاهرة الاجتماعية التي بدأت تأخذ منحنى خطيرا في الوسط الأسري الجزائري خلال السنوات الأخيرة . حيث أجمع المشاركون الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن وحتى من خارجها على ضرورة وضع استراتيجية وطنية للتكفل وحماية المرأة من العنف الزوجي، مقترحين تعديل أحكام قانون الأسرة وأحكام الإجراءات الجزائية وكذا إدراج قواعد خاصة في المسائل الإجرامية، إلى جانب تعديل أحكام قانون مهنة الطب حتى تسمح بالتكفل الأمثل بضحايا العنف الزوجي، هذا بالإضافة إلى وجوب توفير شتى الوسائل لضمان التدخل السريع للتكفل بالنساء ضحايا العنف وضمان مساعدتهن نفسيا ومعنويا، وتفعيل موضوع الإتفاقيات الدولية لحماية المرأة وإقامة تربصات بما يتماشى معها، وحسب الملازم الأول للشرطة «بوزوادة عبد القادر» فإن أغلب حالات العنف الذي تتعرض له المرأة سجل في المنازل بنسبة 70 بالمائة، وقد أحصت ولاية تيزي وزو 150 حالة عنف ضد المرأة منها 122 عنف جسدي في سنة 2011 ، أما السنة المنصرمة 2012 فقد تم تسجيل 196 حالة، من بينها 163 حالة عنف جسدي، وخلال الثلاثي الأول من السنة الجارية تم إحصاء 36 حالة عنف منها 30 حالة عنف جسدي وهو ما يعكس درجة خطورة الوضع، ومن جهته أكد الدكتور» بويزري سعيد» أن العنف الزوجي ضد المرأة هي ظاهرة موجودة وهو عنف متبادل بين الزوجين، مرجعا أسبابه إلى أنها نفسية، ثقافية، اجتماعية واقتصادية مضيفا بأن الفقر بإمكانه أن يكون سببا أخرا للعنف الزوجي، ودعا بالمناسبة إلى كسر الطابوهات، فالشريعة لا تدعو إلى العنف إذ أن هناك سوء لفهم النصوص القرآنية كاشفا عن وجود حلول قانونية، وهو نفس المقترح الذي اقترحته الأستاذة نبيلة عمارة، مشيرة إلى أن الزوج يتحول إلى عدو بسبب العنف الذي يمارسه على زوجته، داعية إلى تطبيق النصوص القرآنية كما وردت وفهمها بالمعني الصحيح. و من جهتها الدكتورة في علم القانون جوهر تيزي بوعلي، تطرقت إلى نتائج العنف الزوجي على المرأة من الناحية النفسية والجسدية وكذا على الطفل، وحسب المنظمة العالمية للصحة تقول ذات المتحدثة أنه ما بين 4 و5 سنوات تفقد المرأة صحتها جراء الاعتداء الزوجي وتظهر عليها أمراض مختلفة على غرار الضغط الدموي،