ندد سكان حي الريم ببلدية عنابة، بالحالة المزرية التي آل إليها حيهم الذي تنعدم فيه كل أشكال التمدن، رغم تصنيفه في خانة المناطق الحضرية الكبرى بالمدينة على خلفية التدهور الذي تعرفه شبكة الطرقات والمسالك التي تتحول إلى برك ومستنقعات من المياه الراكدة في المواسم الماطرة، وإلى أماكن تنتشر فيها الأتربة والغبار الذي يعمي الأبصار في فترات الحرارة، ناهيك عن الحفر التي طالما أرقت أصحاب المركبات. رغم عديد الشكاوى التي رفعت لمسؤول الجهاز التنفيذي بالولاية، وذلك لم يؤت أكله في نهاية المطاف. ومع ذلك فقد حاول الأهالي في كثير من المرات رفع القمامة عن محيط حيهم، لكن يبقى دور البلدية في رفع تلك القمامة التي تترك بالأيام أو يزاح البعض منها ويترك الباقي ليقتات عليه الذباب والناموس الذي يعرف انتشارا كبيرا بهذه المنطقة، وما زاد الطينة بلة هو تجول بعض الخنازير التي تنحدر من الجبل المحاذي لحيهم وسط خطر هذه الحيوانات التي تقتات على المزابل، وفي كثير من الأحيان تجدها بجانب العمارات مما أثار خوف السكان على أنفسهم وأولادهم، مشاكل ومتاعب سكان «الريم» لا تنتهي مع وجود قنوات الصرف الصحي في حالة جد متقدمة من الإهتراء بسبب قدمها وعدم تجديدها، وحتى وإن أعيد تجدديها فعملية الترقيع والبريكولاج تزيد من نسبة التلوث المائي. وكباقي مناطق الولاية فالسكان يقصدون المنابع الطبيعية بأعالي منطقة سرايدي ومن ولاية الطارف، المجاورة وقد يضطرون أيضا للتمون بالصهاريج التي أصبح ماؤها هو الآخر مشكوكا فيه، وزيادة على ذلك تظل الانقطاعات المتكررة للكهرباء وكذا انعدام الإنارة العمومية هاجسا يؤرّق الأهالي في وقت تستغله العصابات الإجرامية للانقضاض على ضحاياها من السكان الذين كثيرا ما يبلّغون عن مجهول كلما تعرضت ممتلكاتهم ومساكنهم إلى عمليات سطو وسرقة مبرمجة ينفذها مجرمون محترفون بمجرّد حلول الظلام، والظاهر عن مصالح الأمن الحضري الواقعة في الإقليم قد أثبتت عجزها عن وضع حد لظاهرة الاعتداء على الأشخاص وممتلكاتهم، وهي مطالبة حسب ممثلي السكان بالتحرّك السريع للقضاء النهائي على شبكات الإجرام. ويبدي قاطنو حي «الريم» غضبا شديدا إزاء ما يصفونه بخيانة المنتخبين ونواب البرلمان لأصواتهم التي منحوها لهم في محليات وتشريعيات 2012، حين كانوا يتسابقون لطلب دعمهم في صناديق الاقتراع قبل أن يديروا ظهورهم، ولا أحد ممن كانوا ينزلون بالحي كلّف نفسه عناء تفقد أحوال ساكنيه، واقع حي الريم ما هو إلا صورة عن كثير من الأحياء التي أنشئت حديثا، وظلت عرضة لأصحاب المصالح واستنزاف المال العام لتصبح إلى ما آلت إليه حاليا، عمارات جل جدرانها معرضة للسقوط والقمامة أصبحت ديكورا يزين هذه الأحياء بعد أن فشلت كل المساعي لاحتواء الوضع.