تضاربت تقديرات النقابات التربوية حول إمكانية عودة عتبة الدروس في الأطوار الدراسية المختلفة نهاية السنة الدراسية الحالية، وأكدت "الأنباف"، على لسان صادق دزيري، رئيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، أن المؤشرات الحالية المحيطة بتقديم البرامج المقررة توحي بعدم وجود تحديد للدروس. وقال دزيري ل"السلام" إن الوتيرة الدراسية جيدة وسيتمكن التلاميذ بناء عليها من فهم واستيعاب الدروس، دون التعرض إلى أية عملية حشو أو تسرع، عكس ما عرفه المنهاج الدراسي في السنوات الماضية، بسبب التوترات التي طبعته، سواء نتيجة الإضرابات التي نظمها الأساتذة، أو تلبية مباشرة للطقوس التربوية التي اعتبرها التلاميذ أكثر فعالية في تحقيق نتائج ايجابية، وفرضت الوزارة الوصية -بناء عليه- قرار تقليص حجم الدروس الواجب تدريسها خلال الثلاثي الأخير. وقال المتحدث إن قرار تحديد الدروس ووضع عتبة لها، له انعكاسات سلبية على المستوى التعليمي والقدرة التحصيلية للتلميذ، على اعتبار أنها تبعث فيه الخمول الدراسي وعدم السعي نحو التحضير الجدي، الذي يشمل مختلف الدروس الملقنة في المواد المقررة، غير مستبعد -في سياق حديثه- إقرار العتبة الدراسية من قبل "وزارة التربية التي لها طلات غير ثابتة"، في حالة وجود مؤثرات فجائية. وهو ما أيده فرحات شابخ، الأمين العام للاتحادية الوطنية لعمال التربية المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للعمال الجزائريين، بقوله "المؤشرات الحالية لا توحي بطرح مسألة العتبة التي نعارضها، كونه مغالطة تربوية للتلاميذ، الذين سيتعثرون بالانعكاسات السلبية المترتبة عنها لدى التحاقهم بالجامعات"، وهذا ما أكده عبد اللطيف بابا احمد وزير القطاع، في تصريح سابق له، كما دعا الأمين العام إلى ضرورة إعادة بعث استعمال البطاقة التركيبية التي تحفظ للمتمدرس مستوى متوازن من التحصيل. وصرح مزيان مريان، المنسق الوطني للنقابة الوطنية المستقلة لأساتذة التعليم الثانوي والتقني "كنابست"، أن وتيرة تقديم البرنامج الدراسي ستشهد تغييرا في تواريخ الامتحانات المصيرية، التي صادفت المباريات الودية للمنتخب الوطني والمقررة أواخر شهر ماي، الأمر الذي يجبر الوزارة على تسريع وتيرة تقديم الدروس وزيادة الضغط على الفاعلين، ما سيؤثر سلبا على المستوى العام للتلاميذ، الذي عرف تدهورا كبيرا خلال السنوات الأخيرة، مقارنة بما كان عليها في الفترات الماضية، مضيفا أن الوزير السابق للقطاع أكد عدم تعرض السنة الدراسية إلى أية اهتزازات، وخاصة بسبب المواعيد الرياضية بقوله "ساعات الجزائر لن تتوقف مع بطولة العالم"، وهو ما لم يتحقق إذ تأثر الجانب البيداغوجي بحذف أسبوعين من التوقيت المحدد للاستكمال البرنامج، الذي يتم التلاعب بتواريخه دون الأخذ بعين الاعتبار تبعات ذلك، مشددا على ضرورة مباشرة الوزارة الوصية تقييما شاملا للإصلاح التربوي الذي تم تفعيله منذ سنوات للوقوف على النقائص الواجب استدراكها.