اقترحت المخرجة البولونية آنا فيكسور بلسكز، من خلال الكوميديا الاجتماعية "بيينغ لايك دنيا" التي تم عرضها سهرة أول أمس الجمعة أمام الجمهور العاصمي أن تغزو سينماتوغرافيا المجتمع البولوني وتطوره، وتم عرض هذا الفيلم المطول في إطار أيام الفيلم الأوروبي التي تجري فعالياتها منذ الخميس بقاعة محمد زينات بالعاصمة. ويروي الفيلم في 95 دقيقة حياة الشاب كازيك منذ يوم ولادته الذي صادف مقابلة بين فريقي كرة القدم البولوني والبرتغالي والتي تميزت بتسجيل هدف أسطوري من قبل اللاعب كيزيمرز دنيا، وفي ذلك اليوم قرر الوالد أن يصبح ابنه لاعبا وبالتالي أن يلعب مثل دنيا. غير أن الطفل الصغير لا يهتم بكرة القدم وإنما يميل بشكل ملفت للانتباه إلى الشعر وبالرغم من ذلك يحاول تحقيق حلم أبيه الميكانيكي الذي يعمل جاهدا من أجل أسرته. وبعد أن قرر العيش مع ابنته نشب خلاف بين الاشتراكيين والشيوعيين في مطلع 1980 ما أثار نوعا من البارانويا لدى الأب الذي كان متخوفا من فقدان عمله واتهامه بالتواطؤ مع الشيوعيين، وجراء التغيرات الاقتصادية والسياسية الكبرى في 1989 يبرز الفيلم انعكاسات هذا التغيير على المجتمع البولوني من خلال هذه الأسرة النموذجية التي يتحول فيها الأب إلى تاجر مستقل والابن إلي طالب يحلم بمزاولة دراساته والتخصص في التعليم. وجاء هذا التغيير بنوع من الرقي والتحرر في العادات والأفق في هذه الأسرة وبالتالي في المجتمع ويظهر ذلك جليا في لقطة رمزية عندما دفن الجد ومعه جهاز مذياعه القديم الذي لا زال يبث رسائل دعائية شيوعية. وبعد زواج كزيك والتحضير لولادة ابنته اتفق الابن وأبوه على ترك المولودة الجديدة تخطط بحرية لحياتها. كما تم عرض الفيلم الوثائقي "الصين لا تزال بعيدة" حول واقع النظام التربوي بقرى الأوراس للمخرج مالك بن إسماعيل.
وتتواصل فعاليات أيام الفيلم الأوروبي التي افتتحت الخميس الماضي إلى غاية شهر فيفري المقبل من خلال عرض عشرين فيلما بقاعة محمد زينات في العاصمة .