يستهين بعض الأهل بعدة أمور تتعلق بأبنائهم منها الاختلاط داخل البيت لاسيما إذا كانت العائلة تتقاسم نفس المسكن مع الأقارب وهي ظاهرة منتشرة جعلتنا نسمع عن وقوع اعتداءات يكون فيها الضحية والفاعل من عائلة واحدة، فهذا حاول الاعتداء على ابنة عمه، وذاك على ابنة خالته وآخر تجرأ على التحرش حتى بأخته، هذه الأمور تحدث في بعض البيوت في ظل ضعف أو انعدام رقابة الأهل بحجة أنهم مثل الإخوة وتربوا مع بعضهم ولا يعتقدون أن يحدث بينهم ما يريب . حوادث يندى لها الجبين تلك التي تطرق مسامعنا نتيجة استهانة البعض بظاهرة الاختلاط، فكثيرا ما يترك الآباء أبناءهم رفقة أقارب لهم دون رقابة سواء كانوا ذكورا أم إناثا مما يجعلهم لقمة سهلة لأصحاب الأنفس الضعيفة ممن انتهكوا حق القرابة، تروي لنا (ن.ل) عن حادثة عقّدتها وجعلتها لا تثق حتى في أقرب الناس إليها، تقول «تعودنا الاجتماع أنا وأبناء خالاتي كل نهاية أسبوع في بيت جدتي منذ أن كنا صغارا، نأكل مع بعضنا وننام مع بعضنا مثل الإخوة، وكبرنا على هذا الحال، ولكن في السنوات الأخيرة لاحظت أن ابن خالتي أصبح كثير الاهتمام بي، يلاعبني ولا يكاد يكف عن مكالمتي هاتفيا في ساعات متأخرة من الليل، في البداية ظننت أنها تصرفات بريئة، فنحن مثل الإخوة، وكبرنا معا، ولكن في إحدى الليالي التي قضيناها في بيت جدتي حاول التهجم علي كوحش، مستغلا غياب الأهل في الوقت الذي يغط الآخرون في نومهم بالغرفة المجاورة، وأضافت منذ ذلك الحين صرت لا أستطيع المبيت في بيت جدتي، فكرت للحظة بإخبار أمي، لكنني تذكرت عواقب ذلك مليا». كثيرا ما يؤدي التهاون إلى الوقوع في المحظور بعلاقات مشبوهة بين الأقارب وهنا تستحضرنا حالة شاب يبلغ سن 37، دخل في علاقة غير شرعية مع ابنة عمه التي تصغره ب19 سنة، فكانت الأمور تبدو عادية على حد قول شقيقتها الكبرى، فهو مثل أخينا الأكبر، خاصة وأن الأب توفي وتركنا أمانة في عنق عمي، ولكنني أمسكته بالجرم المشهود لتعترف لي أختي بكل ما جرى بينهما، تضيف ذات المتحدثة قائلة «صدمت للأمر وقررت الانتقال إلى بيت خالتي لأحمي أختي ولكنني لم أجد عذرا أقدمه لعمي وأمي ولا بديل سوى أن أمنع اختلاءه بنا أو حتى الحديث معنا»، أما الأفظع من هذا وذاك لما يحاول الأخ الاعتداء على أخته وهو ما وقع في أحد البيوت القصديرية بعين النعجة بالعاصمة، حادثة اهتز لها السكان، حين خرجت أخته تصرخ طالبة تدخل الجيران لإخراج أخيها السكير الذي حاول الاعتداء عليها. وفي تعليقات السكان عن الحادثة، قال أحدهم «هذه نتيجة حتمية لأخ لا يحترم أخته ويدخل البنات في حضورها وأخت لا تحترم أخاها حتى في طريقة لباسها وأهل مستهترين تخلوا عن مسؤوليتهم». مريم صاحبة العشرين سنة هي الأخرى كانت نهايتها مأساوية، لأنها أقامت علاقة مع جارها، والذي كان يدخل إلى بيتهم ويخرج متى أراد، لأنه الصديق الأقرب لأخيها، حيث كان ينظر إليه على أنه فرد من العائلة، ولكن ذلك جعله يستغل الوضع فاعتدى على الفتاة التي أدخلته البيت في غياب الأهل، وهو الأمر الذي تسبب في فضيحة أدت بالأب إلى طرد الفتاة وشجار حاد وقع بين الصديقين أدخل أحدهما المستشفى والآخر السجن. ما يعاتب عليه الكثير من الأولياء هو ترك الحبل على الغارب وترك بناتهم في أحضان أناس قد يشكلون في حد ذاتهم خطرا عليهم، فكيف لا يخافون على بناتهم من الوقوع في الخطأ، بل و أحيانا أخرى يفسحون المجال لأشخاص من المفروض أن يكونوا غرباء أن يجالسوا بناتهم بحجة انه صديق والدها أو صديق أخيها، وتركهم ينفردون مع بعضهم البعض دون رقابة من أحد، رغم أن الله أمرنا أن نفرق حتى بين الإخوة في المضاجع لأن نفس الإنسان ضعيفة، ويمكن في أي وقت أن يؤدي تصرف خاطئ إلى ما لا تحمد عقباه، وربما يتسبب في دمار كل العائلة وتفككها.