اكتشف بعض الشباب بمدينة الشريعة يوم أمس بأحد الزوايا حي الشرطة بالشريعة، ولاية تبسة، على الطريق الرابط بين مقر أمن الدائرة والبلدية، كمية معتبرة من الهياكل العظمية والجماجم المختلفة لرفاة لشهداء الثورة تعود للحقبة الاستعمارية . هرول بعض ممثلي الجمعيات وجمع كبير من المواطنين، في غياب السلطات المحلية والأسرة الثورية بالمدينة، نحو الاكتشاف الصادم، ورفض أمين منظمة المجاهدين بالشريعة الحضور لمعاينة جريمة مدوية ارتكبت في حق شهداء الثورة والإنسانية وحرمة الموتى واعتبرها لا حدث، وهو ما أثار سخط المواطنين وطالبوا برحيله وفتح تحقيق في هذه الجريمة التي تقززت لوقعها الأبدان، واهتزت لها النفوس، خاصة أنها لا تبعد سوى أمتار عن مقر الشرطة والبلدية، وطالبوا بتدخل كل السلطات والجهات ذات العلاقة لمعاينة هذه الجريمة، والرفاة التي تعود إلى الحقبة الاستعمارية، ويرجح انه تم العثور عليها بجانب المركب الرياضي الجواري، بعد 39 سنة من الاستقلال، والذي كان إبان أيام الكفاح المسلح مقرًا للإدارة الفرنسية S.A.S، حيث عثر خلال ثلاثة أشهر من التنقيب على 650 رفاة. وسبق واكتشاف حلي فضية برقاب بعض الضحايا، مما يثبت أن عملية الإقبار كانت بدوافع إجرامية، ويؤكد ذلك، أنه حتى النساء لم تسلمن من القتل، وبعدها عُثر على أسلحة وذخيرة تعود للحقبة الاستعمارية. الصورة التي وقفنا عليها أمس واضحة.. بل فاضحة. كانت رفاة الجزائريين من شهداء الثورة مبعثرة ومرمية في مزبلة.. أي جريمة هذه؟ وحكا شهود العيان أن الرفاة كانت مرمية في مقبرة جماعية، قرب حي الشرطة والمركب الرياضي الجواري، انتشلها عمال الورشة المكلفة بانجاز قنوات الصرف، ليعود مواطنون ويجمعون الرفاة ثم ترمى في أحد الطرق المؤدية إلى مقر أمن الدائرة وفي أكوام زبالة تدنس قدسية الموتى وحرمة الشهداء، بعد حرقها ورميها مع الفضلات، وتحول بعضها إلى رماد.