فتحت وفرة وتنوع العارضين، خاصة الهنود، في الصالون الدولي لمموني الصناعة الصيدلانية بالجزائر، أبوابا ومنافذ لسد حاجيات السوق الوطنية من الأدوية ووضع حد للعجز المسجل في السنوات الأخيرة في بعض الأصناف من خلال إبرام اتفاقيات مع عدد من العارضين في اختتام فعاليات هذا الصالون في طبعته الثالثة. عرفت الطبعة الثالثة للصالون الدولي لمموني الصناعات الصيدلانية، الذي يحتضنه قصر المعارض الصنوبر البحري، مشاركة قوية لدولة الهند ممثلة في 31 عارضا، متبوعة بفرنسا القادمة ب 25 عارضا، ما جعل الأخيرة مهددة بفقدان سيطرتها على سوق الأدوية الجزائرية التي تسيطر على 40 بالمائة منها بفضل صادرات مخابرها المتنوعة، وهي الشريك الأبرز للجزائر في هذا القطاع دون منازع، حيث لازالت المخابر وشركات الأدوية الفرنسية تهيمن على حصة الأسد في السوق الوطنية، إذ جاءت الجزائر على المستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أول زبون للمخابر الفرنسية، في السنوات الخمس الأخيرة، حيث ارتفعت الواردات الجزائرية للمواد الصيدلانية الفرنسية ب 7 بالمائة خلال السنة الماضية، مع ارتفاع واردات الجزائر من المواد الصيدلانية ب 1.02 مليار دولار خلال الأشهر الخمسة الأولى من السنة الجارية، مقابل 758.6 مليون دولار خلال نفس الفترة من السنة الفارطة، مسجلة ارتفاعا ب34.85 بالمائة. وسجلت قيمة واردات المواد شبه الصيدلانية ارتفاعا ب 19.3 بالمائة خلال نفس الفترة مقارنة بنفس الفترة من السنة الماضية، حيث انتقلت من 23.22 مليون دولار في 2013 إلى 27.71 مليون دولار في 2014. وتأتي هذه المنافسة الهندية-الفرنسية، رفقة 168 مصنّع مشاركا في الصالون ممثلين ل23 بلدا، لتجعل الجزائر أمام فرص متعددة وجيدة، لتنويع منابع تزود السوق الوطنية وسد العجز، مع مبادرة عارضي هذه السنة بتقنيات جديدة، مقارنة مع الطبعتين السابقتين، على غرار حلول لتنقية المياه، ومعالجة الهواء وتصفيته، وكسر احتكار فرنسي فرضته مخابر ومصانع بشروط في تعاملاتها مع الجزائر باعتبارها أهم مزود للسوق من جهة أخرى. والمشاركة الكثيفة للمصنعين الهنود الذين يمتلكون أحدث تقنيات تصنيع أصناف كثيرة من الأدوية التي تحتاجها السوق الجزائرية سيجعل الجزائر أمام خيارات كثيرة ستترجم بإتفاقيات شراكة عقب إختتام فعاليات الصالون، وهو ما سيكون ضربة قاسية للمخابر الفرنسية، ما يعني فقدان ملايين من فاتورة استيراد الأدوية التي تستوردها الجزائر سنويا، حيث تمثل حصّة المخابر الفرنسية حوالي 65 بالمائة من 900 مليون دولار تسوردها الجزائر كل سنة.