أوفدت وزارة الدّاخلية والجماعات المحلّية لجنة وزارية اجتمعت برؤساء البلديات ال42 بتيارت والسّلطات المعنية. ركّز رئيس اللجنة في تدخّلاته على ضرورة إجراء إحصاء دقيق وشامل لكلّ النّقط السّوداء الّتي يمكنها أن تتسبّب في الفيضانات الخطيرة مستقبلا مع وجوب تصنيفها ووضع خريطة تمكّن السّلطات المركزية من اتّخاذ كلّ التّدابير من أجل تجنيب المدن التيارتية والوطنيّة عامّة من هذا النوع من الكوارث الطّبيعية الّتي يبدو أنّها تضاعفت في ظلّ التّغيّرات الجويّة الّتي بدأت تشهدها الجزائر منذ فيضانات باب الوادي في 2001 والفيضانات الّتي أصابت العديد من الولايات في 2008. علما أنّ الأودية النّائمة الّتي عادت إلى نشاطها الطّبيعيّ بعد جفاف دام أكثر من 3 عقود وبقوّة كبيرة باتت تهدّد أمن وسلامة المواطنين، حيث جرفت العديد منهم عبر مختلف مناطق وطن إلى جانب انهيارات لمساكن قديمة وهشّة، تبقى بعض التدخّلات والتّغييرات الّتي أحدثها الإنسان الجزائريّ على الطّبيعة من غير دراسة واقعية مسبقة للأوعية العقّارية والفلاحية الّتي استقبلت العديد من المشاريع الكبرى، هي وراء الكوارث الطّبيعية الّتي أحدثت خسائر في الأرواح والممتلكات.. كعدم الاعتناء بمجاري المياه، إنجاز حواجز مائية لتقي المدن والقرى من السّيول باعتماد مكاتب الدّراسة على نسبة تساقط الأمطار القليلة بدلا من الاستشراف، وضع مخطّطات من غير دراسة الموقع المستقبِل للمشروع ميدانيّا،، كلّ ذلك وغيره ما زال وراء عدم القدرة على وقاية المدن والقرى التيارتية من الفيضانات، ناهيك عن سوء الانجاز من طرف بعض المقاولات الذّي لا يرقى إلى مستوى مجهود الدّولة في المجال، حيث جرفت السّيول العديد من المشاريع الحديثة الانجاز.