حرّرت المصالح السابقة للأمن العسكري محضرا ضد المتهمين "ع .يونس" والليبي "س. أنيس" المكّنى" ابو لبابة"، بيّن الطريقة التي دخل بها عدد من الرعايا الليبيين إلى الجزائر سنة 2007 بطريقة شرعية وعبر رحلات جوية للعمل في مجال البناء قبل أن يلتحقوا بمعاقل الإرهاب، بعدما سافروا برّا من ليبيا إلى مصر ومنها إلى المغرب ليدخلوا الجزائر بهدف الجهاد ضمن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي تحت إمارة المدعو عبد المالك درودكال المكنى مصعب أبو ودود . جاء الوصول إلى الرعية الليبي "س.انيس"، بعد ورود معلومات موثوقة إلى مصالح الأمن العسكري تفيد أن المدعو "ع .يونس" على اتصال بالجماعات الإرهابية وكان بصدد نقل الليبي إلى معاقل الإرهاب بتبسة، وتحديدا إلى منطقة بوجلالة على متن سيارته من نوع بيجو 206 ، قبل أن يتم توقيفه أمام منزله ومعه سلاح كلاشنكوف واعترف أن أحد الإرهابيين سلّمه هاتف نقال حتى يستقبل مكالمة "س. أنيس " لنقله لمعاقل الإرهاب ببوجلالة واعترف "ع .يونس" أنه كان ينقل المؤونة إلى جماعات إرهابية على متن سيارته من نوع مازادا، وتكفّل بجلب ما يقارب 14 قنطارا من مواد مستعملة في صناعة المتفجرات على دفعتين في تونس، من خلال تصريحات المتهم السابق تمكنت مصالح الأمن من توقيف الرعية الليبي بولاية بجاية، واعترف أنه كان عمل طوال سنوات 2007 إلى 2012 لفائدة كتائب النور، سيدي علي بوناب، برج منايل وبغلية وسرية علي بوناب تحت إمارة المكنى عبد الله عبد الله، وبعدما أن ترقي المكنى " اسامة حيضر" بكتيبة الأنصار التحق بالأخيرة دون أن يشارك في عمليات إرهابية طوال سنة 2010 وكانت كتيبة الهدى بولاية البويرة آخر تنظيم إرهابي عمل به سنة 2012 . وحسب التفاصيل التي قدّمها الرعيّة الليبي للمحققين فإن جماعات إرهابية انقسمت إلى مجموعتين بهدف التنقل لمعاقل برج بوعريريج، ولكن وفي الطريق ألقي القبض على بعضهم فيما تمكّن هو من الوصول إلى ولاية البرج أين مكث بها طوال شهر رمضان من سنة 2011. وفي سنة 2012، تعرّضت معاقل الإرهاب ببرج بوعريريج لقصف جوي عسكري ما جعله يقرّر بإمارة المدعو شاب خالد المكنى أبو لقمان المقضي عنه مؤخرا التنقل إلى معاقل الإرهاب بالجبل الأبيض ولاية تبسة تم إلى ولاية بجاية، أين ألقي عليه القبض من قبل مصالح الأمن العسكري ومعه مسدس آلي به خزّان وذخيرة حية مصنفة ضمن الصنف الرابع إضافة إلى مبلغ35 ألف دينار و500 اورو وبطاقة تعريف مزورة تحمل اسم المواطن "م .جمال " الصادرة عن دائرة الونزة والتي تمكّن بواسطتها من التنقل بحرية . وبخصوص الجرائم التي شارك فيها الرعية الليبي، تنفيذ هجوم إرهابي على مفرزة للحرس البلدي بمنطقة آيت سعادة بولاية تيزي وزو سنة 2008 على حدّ ما جاء في ذات المحاضر . استغرق التحقيق في القضية أزيد من سنة، وأرسل قاضي التحقيق بالعاصمة إنابة قضائية إلى مجلس قضاء قسنطينة لاستجواب عدد من المتهمين في قضايا الإرهاب ممن يعرفون الرعية الليبي، ويتعلق الأمر بكل من " ر.عاشور " ،"ش .بوزي" و"ع.سيف الدين " والمتابعين من قبل قضاء قسنطينة بجرائم الانخراط في جماعة إرهابية واختطاف أشخاص بغرض طلب الفدية والذين تضاربت تصريحاتهم بخصوص الرعية المذكور . كشف التحقيق الاجتماعي، أن "س. انيس" من جنسية ليبية أعزب من عائلة فقيرة سافر إلى مصر ليعمل كبناء قبل أيدخل المغرب ومنه إلى الجزائر بغرض الجهاد في العراق وتمت متابعته بجرم الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة، محاولة القتل العمدي حيازة سلاح ناري التزوير واستعمال المزور في وثائق إدارية. وخلال جلسة محاكمته أمس أمام محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر، تراجع عن تصريحاته أمام الأمن العسكري وقاضي التحقيق وقال إنه سافر إلى الجزائر رفقة عدد من الأشخاص من جنسية ليبية منهم صديقه المدعو "الغيثي" الذي قضي عليه في عملية عسكرية بغرض العمل قبل أن يجد نفسه في جماعة إرهابية. أما "ع.يونس" فمسبوق في قضايا الإرهاب أب لأربعة أطفال ذو مستوى ثانوي لم ينخرط في حزب سياسي، وكان ينشط كمقاول بسجل تجاري لدى الخواص مرتين في قضايا الإرهاب، وقال إنه كان بصدد السفر إلى تبسة لتفقد حالة والده قبل أن يقع في حاجز مزيف واشترطوا عليه مقابل عدم قتله نقل صديقهم. أوقعت هيئة المحكمة عقوبة 15 سنة سجنا في حق الرعية الليبي وخمس سنوات لمرافقه.