أصبح بعض المسنين اليوم ينافسون الشباب في معاكسة الفتيات، بل وأكثر من ذلك يتفننون في طريقة المعاكسة من أجل لفت انتباه فتيات من عمر حفيداتهم بغرض التسلية وإشباع نزوات نفسية مريضة بعد أن أصبحت الزوجة المسنة غير قادرة على إرضاء غرائز الزوج. مناظر تشمئز لها الأنفس تلك التي أصبحنا نراها مؤخرا، حيث أصبح بعض المسنين يعاكسون الفتيات في الشارع باستعمال عبارات وألفاظ مثيرة لا يتلفظ بها سوى الشباب الطائش الذي لا يعي ما يقول فعلا، بل تطور الأمر إلى أكثر من ذلك، حين أصبحنا نرى هؤلاء المسنين يزاحمون النسوة في الأسواق والأماكن العمومية من أجل الاحتكاك بهن، فما الذي يسعى اليه المسن من خلال معاكسة فتيات في عمر بناته إن لم نقل حفيداته؟ بعض الفتيات اللاتي التقينا بهن في أحد شوارع العاصمة تحدثن إلينا حول الموضوع بشيء من السخرية; حيث قالت لنا «بهية» أنها سبق وأن تعرضت لموقف من هذا النوع، إذ توقف أمامها أحد كبار السن بسيارته وطلب منها أن تركب من أجل التعرف عليها، وأضافت أنها لم تستغرب الأمر; لأنه صار موضة بين المسنين إن صح التعبير وتضيف «ما أدهشني هو الثقة التي كانت بادية على ذلك المسن وهو يدعوني إلى ركوب السيارة، وكأنه شاب وسيم في مقتبل العمر». «فتيحة» قالت لنا أن الأمر لا يتوقف فقط على المسنين الأثرياء، بل أيضا على الفقراء منهم، فتقول أن مسنا متقاعدا يسكن نفس الحي الذي تسكنه يقوم بمعاكستها يوميا عند ذهابها إلى العمل وفي طريق العودة أيضا، حيث تقول أنها تجده ينتظرها يوميا من أجل إسماعها بعض العبارات التي تحمل في كثير من الأحيان أقبح الألفاظ الخادشة للحياء، وتضيف أنها لم تشأ إخبار عائلتها بالأمر تفاديا لتدخل إخوتها العصبيين الذين قد يقومون بتصرف لا تحمد عقباه. البعض الآخر من النساء اللاتي تحدثنا إليهن قلن أن الأمر أصبح يتعدى مجرد المعاكسة، بل إن التصرفات غير الأخلاقية لبعض المسنين أصبحت تزعجهن كثيرا، خاصة في الأسواق، المكان المفضل لهؤلاء من أجل الاقتراب من النساء وسط الازدحام. «مليكه» سيدة متزوجة تقول أنها شاهدت موقفا مماثلا بأم عينيها، حيث رأت أحد المسنين يحتك بامرأة طوال فترة تسوقها إلى أن التصق بها كليا لما توقفت عند إحدى الطاولات، وواصلت قائلة أنه بمجرد انتباه المرأة للأمر، قامت بالصراخ في وجه ذلك الرجل المسن، فتجمع حولها مجموعة من الشباب الذين وجهوا له وابلا من عبارات السب والشتم، طأطأ على إثرها رأسه وهرول هاربا بين الحشود.هذه العينات تمثل بعض الحالات التي تعرضت فيها نساء إلى المعاكسة من طرف رجال مسنين، أما العينة التي ذكرتها لنا «سجية» فهي تحكي عن أحد جيرانها المسنين «الذي سولت له نفسه المريضة» على حد تعبيرها محاولة الاعتداء على بنت الجيران التي لا يتعدى سنها الست سنوات. «سجية»، وهي تروي لنا الحادثة بدا عليها شيء من التحفظ لهول المنظر الذي شاهدته من شرفة منزلها، حيث تقول أنها في ذلك اليوم كانت تنفض الغبار على الشرفة فرأت جارها المسن جالسا، واضعا الطفلة الصغيرة «سارة» على ركبتيه، فكان الأمر يبدو عاديا جدا، باعتبار أن الصغيرة تناديه «جدي»، لأنه مقرب جدا إلى عائلتها، وواصلت قائلة أنها ارتابت في الأمر حين رأته يمسح على وجهها بيده، «كما كان يقوم بتقبيلها بطريقة تشمئز لها الأنفس». وهنا قاطعنا «سجية» وسألناها كيف تمكن من فعل ذلك وسط الحي أمام مرآى الجيران والمارة، فقالت أن الحي الذي تسكنه يصبح شبه خال في الفترة الصباحية باعتبار أن معظم جيرانها يذهبون إلى العمل. ثم واصلت «سجية» سرد وقائع الحادثة، فقالت أنها تسمرت في مكانها عندما رأت المسن يتحسس جسم الطفلة البريئة في محاولة منه الاعتداء عليها، وهنا تقول أنها خرجت تجري من بيتها إلى الحي وأخذت البنت من بين يدي الرجل، الذي قالت عنه أنه بدون إحساس، لأنه لم يخجل من نفسه لما قامت بإهانته، بل اتهمها بالجنون . سألنا «سجية» عن ردة فعل عائلة الطفلة، فقالت أنهم قطعوا علاقتهم بجارهم المسن. وللرجال ما يقولونه حول هذه الظاهرة، «محمد» برأ ذمة المسنين بقوله «إن بعض الفتيات اليوم هن من يدفعن المسن إلى معاكستهن من خلال طريقة لبسهن وتعريهن»، فحسب رأيه أن هذا المسن هو في الأصل رجل كان شابا في يوم من الأيام. «نزيم» تحدث إلينا عن والده، قائلا أنه كان زير نساء من الدرجة الأولى، حيث لا يترك أي بنت من بنات الجيران إلا وقام بمعاكستها، والمخجل في الأمر على حد قوله «كثيرا ما تقصدني فتيات يشتكين من تصرفات والدي وحتى أتمكن من التخلص من المواقف المحرجة التي يضعني فيها قمت بتزويجه بشابة في الثلاثينات من عمرها، لأن والدتي متوفاة». هذه الظاهرة تفشت مؤخرا بشكل كبير في مجتمعنا، مما جعل الكثير من النساء يتعاملن مع المسن بنوع من الحذر والحيطة والنظر إلى البعض منهم نظرة تخوف تحمل الكثير من الاتهامات، بالرغم من أن هذه الصفات لا تنطبق على كل المسنين، فمنهم من يحمل صفة البراءة والنقاء التي تجعلهم يتصرفون مع الجميع على أنهم أبناءهم أو أحفادهم.