''أنا سعيد وفخور جدا وأهنئ اللاعبين الذين لعبوا المقابلة التي كان يجب أن يلعبوها ''، هكذا علق مدرب المنتخب الوطني وحيد حليلوزيتش، على فوز فريقه على إفريقيا الوسطى، أول أمس بنتيجة هدفين مقابل صفر، حيث تمكن الخضر من فتح صفحة جديدة مع بداية عهد هذا المدرب البوسني، الذي وعكس سابقيه عرف كيف يفرض منطقه على التشكيلة الوطنية وبدأت تظهر لمسته على هذا الفريق، الذي عانى الكثير في السابق ويبدو أنه سيدخل مرحلة أخرى هذه المرة، إذا واصل اللاعبون تطبيق تعليمات المدرب، الذي يسعى لإحداث ثورة في صفوف الخضر، والذي أراد أن يفوز بلقاء إفريقيا الوسطى مهما كان الثمن. أعاد المنتخب الوطني الأمل بفوزه على إفريقيا الوسطى، رغم بعض النقائص التي ظهرت على تشكيلة حليلوزيتش في هذه المباراة، والتي تتطلب عملا أكبر من طرف هذا المدرب مستقبلا، فقد تمكن الخضر من تسجيل هدفين على التوالي بعد 11 مقابلة لعبوها لحد الآن منذ مشاركتهم في كأس العالم العام الماضي، حيث يعود آخر فوز لهم إلى لقاء المغرب في عنابة، بنتيجة هدف مقابل صفر عن طريق ضربة جزاء في 7 مارس الماضي، وحسب المتتبعين، فإن الفريق الوطني استعاد نشوة اللعب، إلا أنه لا يمكن الحكم على أدائه في هذه المباراة ضد إفريقيا الوسطى، لأن الحكم النهائي حسب هؤلاء يكون أمام فريق قوي، غير أن الثقة عادت إلى صفوف اللاعبين بعد هذا الفوز، الأمر الذي سيساعدهم على تحسين مستواهم أكثر فأكثر مستقبلا، فاللقاءان الوديان المنتظرين ضد كل من تونس والكاميرون شهر نوفمبر القادم سيحددان فعلا المستوى الذي وصل إليه اللاعبون. حاول الفريق الوطني أن يضغط على فريق إفريقيا الوسطى منذ انطلاق المباراة، وأثمرت هذه الطريقة بهدف مبكر برأسية حسان يبدة، بعد كرة ثابتة نفذها مترف في الدقيقة الثانية من المقابلة، والذي أسال العرق البارد للفريق الخصم، وهذا باعتراف مدربه أكورسي، الذي قال بأن الهدف الأول للجزائر قطع أرجل لاعبيه فوق الميدان، إلا أنه رغم ذلك حاول تعداده نقل الخطر إلى منطقة امبولحي عدة مرات، ولحسن الحظ لم يستغلل مهاجمو فريق إفريقيا الوسطى الفرص التي أتيحت لهم، خاصة في الوقت الذي ارتكبت فيه بعض الهفوات على مستوى دفاع الفريق الجزائري الذي لعب بأربعة مدافعين، بوزيد وبوقرة في المحور، مصطفى على الجهة اليمنى ومصباح على الجهة اليسرى، مع قديورة في الاسترجاع، كما أقحم حليلوزيتش كل من يبدة في مركز منشط اللعب على الجهة اليمنى ومترف على الجهة اليسرى، مع اعتماده على ثلاثة مهاجمين مطمور على الجهة اليمنى، قادير من اليسار وغزال في الأمام، الذي لم يتمكن من تجسيد المحاولات التي أتيحت له طيلة اللقاء. ورغم هذا الفوز بهدفين مقابل صفر، وتحسن أداء الخضر بالمقارنة باللقاءات السابقة، إلا أن هذه النتيجة لم تشفع للمنتخب الجزائري في هذه التصفيات التي غادرها وهو يحتل المرتبة الثالثة، حيث كان ينقص ''الخضر'' هدف واحد للانفراد بالمرتبة الثانية، وهو الهدف الذي لم يتمكن الخضر من إضافته، لينهي الفريق الوطني هذه المنافسة في المرتبة الثالثة، بعد كل من المغرب وإفريقيا الوسطى، ما أثر نوعا ما في المدرب الوطني، الذي كان يستهدف المرتبة الثانية. ط/ ب
قالوا بعد المباراة...
مجيد بوقرة (قائد منتخب الجزائر): ''أعتقد أننا قدمنا وجها جيدا في مباراة اليوم، يعكس التحسن الذي طرأ على مردودنا في الفترة الأخيرة، لا سيما من الناحية التكتيكية، حيث حاولنا تطبيق تعليمات المدرب في هذا الجانب، والذي يركز كثيرا على الدفاع والهجوم دائما بعدد كبير من اللاعبين. صحيح أننا أنهينا التصفيات بقوة ولكن عملا كبيرا ينتظرنا لتحقيق أهدافنا في المواعيد القادمة''.
جمال مصباح (لاعب منتخب الجزائر): ''لقد قدمنا مباراة جيدة ولكن يبقى أمامنا عمل كبير. إنها بداية مشوار طويل ينتظرنا، ما يعني أنه يتعين علينا أن نبقي الأرجل على الأرض ولا نغتر بهذا الفوز، حتى نكون على أتم الاستعداد لتحقيق هدفنا القادم والمتمثل في التأهل إلى كأس العالم القادمة بعد ثلاث سنوات من الآن''.
كمال غيلاس (لاعب منتخب الجزائر): ''أنا مسرور جدا بهذا الفوز، خاصة وأنه تزامن مع عودتي إلى المنتخب الجزائري بعد غياب طويل عنه. صحيح أن هذا الانتصار لن يسمح لنا بالتأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا للأمم القادمة، إلا أن المهم هو تجديد العهد مع الفوز، لأن ذلك مهم جدا لنا من الناحية النفسية. يبقى واضحا أيضا أن بصمات المدرب الجديد بدأت تظهر فوق الميدان، وهو ما يشجعنا على مواصلة العمل سويا لتحقيق أهدافنا المستقبلية''.
تصريحات:
وحيد حليلوزيتش (مدرب المنتخب الجزائري): ''إنه لشيء جميل أن نستعيد نشوة الفوز الذي تحقق اليوم بفضل إرادة اللاعبين، الذين أهنئهم على المجهودات الكبيرة التي بذلوها، اليوم أدوا ما عليهم فوق الميدان ولو أنه أتيحت لهم فرصة تسجيل اهداف أخرى. فروح الفوز الذي تحلوا به اليوم يبشر بأشياء جميلة في المستقبل، لكن يجب الاعتراف بأن عملا كبيرا ينتظرنا. بالنسبة لمباراة اليوم أظن أننا لعبنا بطريقة هجومية محضة لكن مع الأسف لم نسجل سوى هدفين، ولو أضفنا هدفا ثالثا لاحتللنا المركزالثاني في ترتيب المجموعة، متأسفا في نفس الوقت على عدم تأهلنا إلى المرحلة النهائية''.
جول أكورسي (مدرب ج. إفريقيا الوسطى): '' فريقي وجد صعوبات كبيرة للظهور بوجهه المعتاد، أظن أن الهدف المبكر الذي تلقيناه كان بمثابة الضربة القاضية حيث لم نتمكن بعدها من العودة في المباراة. كما أن غياب الحارس الأساسي ترك لنا فراغا كبيرا. رغم إقصائنا أبقى سعيدا بالمركز الثاني في المجموعة التي ضمت عملاقين كبيرين هما المغرب والجزائر. مع هذا أتأسف لإقصائنا وعدم تحقيق حلمنا، خاصة وأننا أهدرنا فرصة الفوز في المباراة الأخيرة بميداننا ضد المغرب''.