يمثل بحر الأسبوع القادم المدعو "ط.بغدادي " المنحدر من ولاية الشلف لاجئ سياسي سابق بفرنسا للمحاكمة بتهمة الانخراط في جماعة إرهابية تنشط داخل وخارج الوطن وجنح التزوير واستعمال المزور وانتحال هوية الغير، بغرض قيد حكم في صفيحة السوابق العدلية. طلب المعني اللجوء السياسي على أساس أنه ضحية إرهاب، غير أن تحقيقات أجهزة الأمن الفرنسية أكدت انتحل عدة هويات مزورة ما مكّنه من السفر إلى عدد من دول أوروبية كما انتحل هوية شرطي فرنسي بغرض الالتحاق بجبهات القتال في الشيشان وأفغانستان من أجل تلقي تدريبات عسكرية، ليتم ترحيله إلى الجزائر في 28 افريل من سنة 2009 بعدما أدانه القضاء الفرنسي بالسجن لمدة ثماني سنوات لمشاركته في أعمال إرهابية وتسلمته مصالح الأمن الجزائرية بمطار هواري بومدين أين تم افراغ الأمر بالقبض الصادر ضده، كما تبين أن "ط .بغدادي" نفس الشخص المطلوب لدى العدالة الجزائرية بموجب وأحكام غيابية صادرة ضده بتهمة النشاط بمعاقل الجماعات الإرهابية سنة 1995. سرد الإرهابي المذكور للمحققين ظروف التحاقه بمعاقل الإرهاب في الجزائر سنة 1995 بعد القضاء على شقيقه الإرهابي "ط .عبد القادر" اقترح عليه عمّه العمل المسلّح، ليتم تجنيده لصالح كتيبة الفرقان المتمركزة بجبال سنجاس بولاية شلف ثم انتقل إلى كتيبة الأهوال بغليزان، أين تدّرب على استعمال الأسلحة، غير أنه ما لبث يفكر في التحاق بصفوف ما يعرف بتنظيم القاعدة التي كان يتزعمها آنذاك أسامة بن لادن وهو ما كان له بمساعدة المدعو "مبروك" أحد الإرهابيين النشطين في كتيبة الأهوال، وروى المتهم -حسب محاضر التحقيق - طريقة حصوله على جوز سفر مزور سنة 1997 بهوية "أحمد بلحوت" تمكن من خلاله من دخول المغرب ومنه إلى فرنسا أين بقي فيها لمدّة سنتين، قبل أن يقرّر السفر إلى مدينة فرانكفورت الألمانية وهناك التقى مجددا بالإرهابي "مبروك" الذي أقنعه بالالتحاق بالمقاتلين الأفغان،ولتحقيق ذلك سافر"ط.بغدادي" في شهر جويلية من سنة 2000 إلى بريطانيا باستعمال جواز سفر فرنسي مزوّر وبعدما اكتشف أمره طلب اللجوء السياسي على أساس انه ضحية إرهاب مقدما هوية "ط.زبير" . وأضاف المتهم في محاضر التحقيق: "أثناء مكوثي ببريطانيا تعرفت على مجموعة من الأشخاص كانوا يتردّدون على مسجد فانس بيري بارك بالعاصمة لندن منهم أبو حمزة المصري، وفي تلك الفترة علمت أن الأوضاع في أفغانستان غير مستقرة ما جعلني أتراجع عن فكرة دخول افغانستان" غير أن فكرة الإلتحاق بالجماعات المقاتلة بالشيشان بقيت تراود المتهم، وفي شهر نوفمبر من نفس السنة عاود الدخول إلى فرنسا باستعمال وثائق مزوّرة وبقي على إتصال دائم بالمدعو "مبروك" الذي سهّل له السفر إلى الشيشان باستعمال وثائق مزورة في جوان 2001 بعدما سافر إلى جورجيا مرورا بتركيا، يفصل في ذات المحاضر:"أثناء تواجدي بحدود الشيشان سمعت أن الأوضاع الأمنية غير مستقرة، وأنه لا يتم قبول المجندين العرب، فعدت إلى فرنسا"، وهناك تم توقيفه في شهر ديسمبر 2002 بتهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية والتحضير لتنفيذ عمليات إرهابية وتم الحكم عليه باسم "أحمد بلحوت " بثماني سنوات سجنا قبل أن يصدر قرار بترحيله إلى الجزائر. للإشارة، فإن محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر قد أدانت المتهم بثلاث سنوات سجنا بعدما أنكر علاقته بالنشاط الإرهابي وأفاد أن سفره للخارج كان بهدف العمل، في حين وصلت التماسات النيابة العامة ل 20 سنة سجنا ومليون دينار غرامة مالية.