افتتح أول أمس بقصر الثقافة الإمامة بتلمسان المعرض الخاص بصور تلمسان في المخطوطات الفرنسية بإشراف السفير الفرنسي بالحزائر كزافيي دريانكور، وفي كلمة له بمناسبة الافتتاح قال السفير الفرنسي بأن معرض “صورة تلمسان في الأرشيف الفرنسي”، تم باعتماد الأساليب الحديثة في تنقية الأحداث التاريخية التي تجمع البلدين كما دعا المتحدث إلى أن هذا المعرض من شأنه أن يقرب سبل التواصل بين ضفتي المتوسط. كشف السفير الفرنسي أن بلاده سطرت برنامجا ثقافيا ثريا من المزمع أن ينطلق ابتداء من السنة المقبلة بداية من السنة المقبلة وستحتضنه تلمسان، واصفا إياه بالمنعرج الحقيقي في طريق ترقية التبادل الثقافي وإبراز العلاقات والتعاون في المجال الثقافي بين البلدين ويتجلى ذلك في أهمية للتراث، مشيرا أن للوثائق العسكرية المحفوظة بدار محفوظات وزارة الدفاع (تقارير، بيانات، تصاميم وخرائط توضيحية) قيمتان فهي أولا شواهد عصرها ثم هي مجموعة من المعلومات الدقيقة التي سمحت بمتابعة تطور مدينة تلمسان في النصف الثاني من القرن التاسع عشر. وأكد أن هذا المعرض هو بداية لمشاركة جديدة بعد تم الاتفاق، وسوف يمكن للتلمسانيين الرجوع بأنفسهم إلى محطات تاريخهم مع مساعدة تلك الصور المتقاطعة للتعرف على المستوى الحضاري للجمعيات القاطنة هناك. وأضاف المتحدث أن الوثائق التي جلبت من وزارتي الدفاع والثقافة الفرنسيتين تكشف عن النظرة التي ألقاها تقنيون على مدينة كانت تثير إعجاب الرؤساء العسكريين والتقنيين والباحثين، وتابع يقول “أن دقة أعمال المهندسين على سبيل المثال تعطينا العديد من المخططات للمدينة وأبنيتها كما أنه من الواضح أن معالم هذه المدينة متواجدة وجودا تاما في مخططات معماري دائرة المعالم التاريخية، فتلك الوثائق تدعوا إلى إعادة اكتشاف أبهى وأزهى عهود تلمسان”. وذكر المتحدث أن تتويج تلمسان عاصمة للثقافة الإسلامية هذه السنة حق مشروع، نظرا إلى المكانة التاريخية التي تحظى بها في تاريخنا، مشيرا إلى ما أورده المؤرخ الشهير أبي الحكم حينما قال أن تلمسان قامت بدور حاسم على المستوى الدولي منذ ثلاثة عشر قرن، حيث أنه في سنة 711 لما اجتازت الجيوش الإسلامية مضيق جبل طارق شكلت تلمسان القاعدة الخلفية للحركة بين المغرب والأندلس، وأشاد السفير بالدور المتألق لتلمسان كحاضرة ثقافية متوسطية وذلك منذ بداية القرون الوسطى. وبالعودة إلى المعرض، فقد تمت الاستفادة بهذا الأرشيف أو المحفوظات على وجهين، إذ أن وثائق القرن التاسع عشر هي دون شك تمجيد للمدينة من حيث موقعها الفريد على سفح جبل بمناظره الفاتنة وهي من حيث المسح الطبوغرافي تسمح بادراك حقيقة موضوعية لم يتم في السابق ملاحظتها ولا تجسيدها.