دقّ سكان بلدية برج باج المختار بولاية أدرار ناقوس الخطر عقب ارتفاع عدد الإصابات بمرض الحصبة في أوساطهم في الآونة الأخيرة، مطالبين المصالح الصحية الولائية التدخل العاجل للكشف عن الأسباب الحقيقة وراء تفشي هذا الداء، الذي باتت نسبة الإصابة به وسط سكان المنطقة ترتفع من سنة إلى أخرى. وفي إتصال هاتفي ل "السلام" مع، بلحينون عبد الملك، مدير المؤسسة الجوارية للصحة العمومية بدائرة برج باجي المختار عن المرض الذي قيل أنه أصاب بعض الأشخاص بمنطقة برج باج المختار، أكد لنا أنه بعد ظهور أعراض المرض على بعض الأطفال، أخذت عينات لخمس حالات و تم إرسالها لمعهد باستور بالجزائر ، وبعد التحليلات تبين أن هناك بعض الحالات مشكوك في إصاباتها بالمرض، وعلى إثر ذلك تم تشكيل خلية أزمة بخصوص المرض من طرفه كمدير للمؤسسة العمومي للصحة الجوارية بالمنطقة للقضاء على المرض في مهده بتوفير الوسائل الضرورية، بداية من الإجراءات الوقاية التي يجب اتخاذها، وتسخير الإمكانيات الموجودة على مستوى مؤسسة الصحة الجوارية، وطلب الإمدادات الضرورية غير الموجودة على مستوى المؤسسة من الجهات الوصية من خارج المنطقة وعلى مستوى عال، كما تم تلقيح 565 طفل على مستوى مصلحة الوقاية ببلدية برج باج المختار ، و 725 بالمجمعات السكانية ببلدية تيمياوين.
وكانت قد ظهرت أعراض المرض في وقت سابق يوم 24 ماي 2015، حيث تنقلت في ذلك الوقت فرقة حفظ الصحة إلى صحراء النقطة الكيلومترية 50 كلم والمناطق المجاورة لها، وتم العمل على حصر المرض والقضاء على انتشاره ، وتلقيح العديد من الأطفال في تيمياوين ، ووصل في ذلك الحين عدد الإصابات على 39 ، رحج أن أغلبها جاء عبر أحد الدول الحدودية لمنطقة برج باجي المختار.
يعتبر مرض الحصبة أو يسمى بمرض بوحمرون من الأمراض الوبائية التي تفتك بالأشخاص والجماعات، والذي ينتقل بسرعة فائقة من شخص إلى آخر، وقد يتسبب في موت الشخص، كما أنه مرض فيروس انتقالي حاد ومعدي يصيب الأطفال في أغلب حالاته، ويسبب لهم بعض المضاعفات التي تكون خطيرة في بعض الأحيان، وهو من أكثر الأمراض انتشارا في سن الطفولة بصفه خاصة، ولكنه قد يصيب كذلك الكبار ، وقد توصل في عام 1963 فريق من علماء الفيروسات وعلى رأسهم الباحث الأمريكي/ جون فرانكلين اندروز إلى إنتاج لقاح مضاد للحصبة ، ومع بداية التسعينيات، أدى هذا اللقاح إلى نُدرة مرض الحصبة في بعض الدول. ومن أعراضه ارتفاع في درجة الحرارة مصحوب برشح وسعال ورمد، يتبع ذلك طفح على جميع أجزاء الجسم، و أول من عرف هذا المرض وميزه عن مرض الجدري، الطبيب العربي أبوبكر الرازي ، في بغداد سنة 900 ميلادية ، و مدة حضانة المرض بالجسم تتراوح بين سبعة أيام وأربعة وعشرين يوما. يبدأ ظهور الطفح في اليوم الرابع من ارتفاع درجة الحرارة، وبعد أربعة أيام أخرى تأخذ الحرارة بالهبوط ويتبع ذلك تكوين قشرة، و مصدر عدوى الحصبة ومخزنها هو الإنسان ، وتنتقل الحصبة بواسطة الاتصال المباشر وغير المباشر عن طريق الأشياء الملوثة.
وبعد الشفاء من الحصبة يكتسب الشخص مناعة مدى الحياة ، و تظهر أعراض المرض بعد مضي عشرة أيام من دخول الفيروس إلى الجسم المصاب، وللوقاية والعلاج من المرض، يجب أن يلزم المصاب الفراش طوال مدة المرض وقد ينصح الطبيب بإعطاء أسبرين ونقط للأنف ودواء ضد السعال ، و يقتصر الغذاء على السوائل وتخفيف وتقليل درجة الإضاءة ويجدد هواء الغرفة من حين لآخر ، و يستعمل غسيل (الكلامينا) للتنظيف وهو موجود في الصيدليات لتخفيف الحكة وكذلك محلول النشاء والماء وإذا اشتدت الحكة فإنه يمكن إزالتها باستخدام مركبات مضادات الهستامين "الحساسة".