طالب سكان القرية من السلطات المحلية وعلى رأسها والي الولاية، النظر لانشغالاتهم المرفوعة لهم، وتسجيل مشاريع التنمية لرفع الغبن عنهم وإنهاء معاناتهم الطويلة، لإعادة الحياة للقرية وتخليصهم من حالة الركود والجمود التي أصابتهم منذ زمن طويل. يعيش سكان أولاد لعلام تكتيوت، الواقعة ضمن إقليم بلدية قادرية على بعد 45 غرب ولاية البويرة، ظروفا مزرية وقاسية جراء انعدام المرافق الضرورية للحياة الكريمة كالتهيئة العمرانية، الربط بشبكة الغاز الطبيعي، المياه الصالحة للشرب وغيرها من النقائص التي أرّقت حياة السكان وحولتها إلى جحيم. وفي زيارة ل ̋السلام ̏ للقرية التي يقطنها أكثر من 6000 نسمة، اطلعت على حجم معاناة السكان، وعبّر لنا عدد من سكان القرية ممن التقينا بهم، عن استيائهم وتذمرهم الشديد للوضعية المزرية التي يتخبطون فيها منذ عدة سنوات، في ظل اتساع رقعة الإقصاء والتهميش وانتشار البطالة وانعدام التهيئة العمرانية بها، رغم أن القرية عند تأسيسها في ثمانينيات القرن الماضي، كانت تتوفر على كل المرافق الضرورية من مستوصف، ملعب بلدي، مركز بريدي وساحة عمومية، إلا أن العشرية السوداء حولت القرية إلى خراب نتيجة الأعمال الإرهابية التي طالتها، وأثّرت عليها بشكل سلبي، ما جعل القرية تعيش حالة ركود.. جمود وتأخر مستمر. ومن ضمن الانشغالات التي طرحها السكان، خلال حديثهم مع "السلام"، عدم ترسيم اسم القرية باسم الشهيد "بلقايد أحمد" رغم مرور أكثر من عشر سنوات من مقرر التسمية الذي وضعته السلطات المحلية لدائرة قادرية، فعلى حد تعبير أحد المواطنين، لازالت لحد الساعة وثائق الهوية تستخرج باسم قرية "أولاد لعلام تكتيوت"، في حين يفترض أنها تستخرج باسم قرية الشهيد "بلقايد أحمد"، كما يطرح السكان انعدام شبكة الغاز الطبيعي في قريتهم التي يقطنها أكثر من 600 نسمة، رغم استفادة القرى المجاورة من الربط بشبكة الغاز الطبيعي وتخصيص الدولة لمبالغ ضخمة لربط المناطق الريفية والنائية بهذه المادة الحيوية، واعتمادهم على قارورات غاز البوتان غير المتوفرة بالشكل الكافي والتي يبلغ ثمنها أحيانا في فصل الشتاء 600 دج للقارورة الواحدة، إضافة إلى الصعوبات الكبيرة في الحصول على هذه المادة الحيوية. كما يعاني السكان من قلة التزود بالمياه الصالحة للشرب، والتي تصلهم حسب تصريح السكان يوما بيوما دون حساب يومي الجمعة والسبت، وما زاد من تذمرهم أكثر هو عبور أنابيب مياه سد "كدية أسردون" على قريتهم نحو ولاية المدية، دون استفادتهم منها. أما تلاميذ المدارس فتزداد معاناتهم أكثر مع النقل المدرسي خاصة بالنسبة للقاطنين منهم خارج القرية، حيث يعتمد التلاميذ في تنقلاتهم نحو المدرسة ومتوسطة نوار سليمان الكائنة بالقرية على أقدامهم وعلى وسائل النقل الخاصة المكلفة، وحسب أحد التلاميذ غالبا ما يصلون متأخرين إلى مؤسساتهم التربوية التي يزاولون بها دراستهم، زيادة على ذلك مشكل عدم استقرار الفريق التربوي المشكَّل من الأساتذة، الذي يغادر المؤسسة بعد سنة أو سنتين نحو وجهة أخرى، وذلك بسبب وقوع المؤسسات التربوية في منطقة ريفية. كما يعاني تلاميذ المدارس من عدم وجود قاعة المطالعة وقاعة الأنترنيت، التي من شأنها أن تساعدهم على إنجاز بحوثهم وتنمية قدراتهم المعرفية، ما أثر ذلك سلبا على تحصيلهم الدراسي خلال المشوار الدراسي، فعادة ما يتجه البعض منهم نحو البساتين لمساعدة أوليائهم في أشغال الفلاحة. كما يشكو شباب القرية من غياب تام لمرافق التسلية والترفيه ودار الشباب وفريق كرة القدم، رغم امتلاك القرية لمواهب شابة تستحق الرعاية اللازمة ومن يهتم بها، على حد تعبير شباب القرية، حيث يضطر البعض منهم إلى التوجه نحو مدينة قادرية لممارسة رياضة كرة القدم ورياضة كمال الأجسام وغيرها من الرياضات الأخرى، أما البعض الآخر يلجأ إلى تعاطي المخدرات والأقراص المهلوسة، التي استفحلت بشكل رهيب في السنوات الأخيرة في ظل غياب الأمن، ما جعل القرية عرضة للاعتداءات المتكررة لعصابات الإجرام التي تنفذ مخططاتها الإجرامية تحت جنح الظلام الدامس، مستغلّين في ذلك غياب الإنارة العمومية أمام التجمعات السكنية المحيطة بالقرية، ناهيك عن غياب التغطية الهاتفية في شبكات الهاتف النقال والهاتف الثابت.