يكثر هذه الأيام تنظيم المعارض التجارية والإقتصادية بمعظم مدن ولاية بجاية لاسيما ونحن في أوج العطلة الربيعية وقصد معرفة الأجواء العامة التي تنظم فيها هذه التظاهرات الإقتصادية والثقافية والجدوى من تنظيمها. قامت " السلام" بجولة قصيرة استهلتها من مدينة خراطة التي تحتضن ساحة مؤسسة الأشغال سابقا "اونكوتراك" بها معرضا تجاريا وإقتصاديا داخل مساحة مغطاة وخيمة عملاقة والذي أجريت له دعاية واسعة من خلال تعليق لافتات وإلصاق إعلانات في كل المدن المحيطة بخراطة قصذ جذب أكبر عدد ممكن من الزوار سيما بعد الإعلان عن مشاركة عدة مؤسسات تابعة لدول أجنبية منالشرق الأوسط كسوريا ، تركيا ، الأردن ، فلسطينالصين وغيرها وأول حاجز اعترض سبيلنا هو وجود ما يشبه حظائر للسيارات يسيرها بعض الشباب إذ لا يقل ثمن ركن السيارة عن 50 دج ثم توغلنا في عمق المعرض بعد دفع حقوق الدخول أيضا والمقدرة ب 20 دج أين لا حظنا وجود عدة سلع وبضائع معروضة داخل المساحة المغطاة والخيمة ويغلب عليها الملابس ، الزرابي والأغطية والأواني المنزلية وبين زاوية وأخرى نجد محل لبيع المشروبات المنعشة والحلويات وقصد معرفة جانب من عملية البيع والشراء اقتربنا من محل لبيع الأغطية والأفرشة، أين وجدنا زبونة مرفوقة ببناتها تتفاوض مع صاحب المحل حول سعر زربية، فقد أكد البائع أنها من نوعية ممتازة وسعرها معقول جدا مقارنة بمثيلاتها بالأسواق الشعبية إذ لا يتعدى 1500 دج غير أن الزبونة طلبت من البائع أن يخفض السعر قليلا حتى تشتريه وبعد عملية أخذ ورد اتفق الطرفان وتمت عملية البيع في حين وجدنا بعض الشباب بصدد التفاوض مع أصحاب محلات بيع الألبسة الجاهزة والرياضية وهذه المرة المفاوضات كانت عسيرة بسبب تمسك البائع والزبائن بمطالبهما و بناءا على ذلك كثيرا ما تفشل عملية البيع بسبب عدم وجود توافق وفي زاوية أخرى من المعرض وجدنا بعض الزبونات بصدد تفحص ومراقبة نوعية بعض الألبسة قصد شرائها فيما بعد وفي سياق متصل طرحنا بعض الاسئلة على زوار المعرض حول أهمية مثل هذه المعارض والأسعار المطبقة فيها فهذا الشاب " مراد" يقول " أن هذه المعارض هي مجرد فسحة وفضاء للترويح عن النفس فالأسعار المطبقة فيها لا تختلف بل قد تزيد عن تلكك الموجود في الخارج" بينما الزائرة "فاطمة" فتقول " إن تنظيم مثل هذه المعارض يعد حدثا بالنسبة للنساء اللواتي يقمن بشراء ما ينقصهن وحتى للتعارف والترويح عن النفس".
وفي سياق آخر لا يقتصر تنظيم مثل هذه المعارض على الجانب التجاري فحسب بل يتعداه إلى حد نسج علاقات توج الكثير منها بإعلان الخطوبة والزواج على أساس أن المعرض يوفر جوا للنظر إلى الطرف الآخر عن قرب دون حرج فالكثير من الشابات والشباب يفضلون الذهاب إلى المعارض (ظاهره التسوق وباطنه البحث عن شريك الحياة) غير أن النقطة السوداء التي ينبغي الإشارة إليها هي النشاط السري لشبكات الدعارة التي تتوغل في صفوف النساء وتقوم بإصطياد عدد منهن سيما اللواتي يبدين زينتهن أو يتجولن في أروقة المعرض بلباس فاضح مما يجعلهن فريسة سهلة لهذه الشبكات التي تتكون من نساء ورجال بوساطة بعض أصحاب المحلات.