كشفت مصادر طبية ل "السلام"، أن أغلب الأطباء الأجانب بمستشفيات وهران غير مسجلين في عمادة الأطباء، وهو الأمر الذي يفتح المجال لتجاوزات خطيرة على رأسها ارتكاب أخطاء طبية كارثية تتسبب في وفاة العشرات من المرضى. أوضحت ذات المصادر في تصريحات ل "السلام" أنه يتم منح التراخيص للأطباء الأجانب للعمل دون إجبارهم على التسجيل في عمادة الأطباء أو مجلس أخلاقيات المهنة، وهو الأمر الذي يتسبب في تجاوزات كبيرة وأخطاء طبية، كما أكدت أن هؤلاء الأطباء الأجانب يعملون في عيادات تتلاعب بأرواح المرضى خاصة في جنوب البلاد دون رقابة ولا متابعة قضائية. من جهة أخرى، أكدت مصادرنا التي تحفظت الكشف عن أسمائها أن الأخطاء الطبية تعد من أكثر المشاكل التي تواجهها مستشفيات الولاية، حيث حولت قاعات العمليات والاستعجالات ومصلحة الولادة الى مقابر للمرضى الذين يفقدون حياتهم بكل بساطة نتيجة التشخيص الخاطئ أو العلاج المتأخر، وكذا إخضاعهم لتجارب لأدوية خطيرة وتحاليل خاطئة. هذا وأرجع محدثونا ارتفاع حصيلة الأخطاء الطبية إلى الإهمال وقلة المراقبة والتكوين، بالإضافة الى سوء التشخيص وعدم معاقبة المتسببين في زهق أرواح المرضى والتلاعب بحياتهم، وأكدوا أن الأمر لا يقتصر على أطباء مبتدئين وقابلات وممرضات يفتقرون الى التكوين والخبرة بل يتورط فيها حتى المختصون المتمرسون. في السياق ذاته سجلت لجنة الدفاع عن ضحايا الأخطاء الطبية أكثر من 500 شكوى مند شهر جويلية المنصرم وسجلت فيها ثلاث وفيات في مقدمتها طب العيون وطب النساء، يليها طب العظام، الأذن والحنجرة، كما أن هناك الآلاف من الضحايا لم يتم التكفل بهم ولم يتابعوا بعد حدوث الخطأ، حيث سجلت بوهران أزيد من 600 حالة أغلبها بمصلحة الولادة بالمستشفى الجامعي وهران منذ 3 سنوات، وحول المجلس الوطني لأخلاقيات المهن الطبية على إثرها أزيد من 500 حالة على المجالس التأديبية وتم توجيه 50 إندارا وغلق عشرات العيادات بصفة مؤقتة عبر الوطن.