مع بدأ العد التنازلي لانطلاق نهائيات كأس أمم إفريقيا المرتقبة بالغابون يوم 14 من شهر جانفي القادم، يزداد الضغط بشدة على المنتخب الوطني، والجماهير الجزائرية على حد سواء بسبب تواجد أغلب ركائز الخضر تحت طائل التهديد بالغياب عن "الكان" على خلفية ابتعادهم عن المنافسة رفقة أنديتهم والصعوبات التي تعترضهم في سبيل تغيير الأجواء خلال الميركاتو الشتوي. ومما لا شك فيه أن جورج ليكنس يواجه صعوبات جمة في إعداد قائمته الموسعة حتى لا نقول القائمة النهائية المعنية بتمثيل الجزائر في نهائيات "كان" الغابون بعد أقل من شهر ونصف من الآن، إذ بات هاجس ابتعاد أبرز نجوم المنتخب عن التشكيلة الأساسية لفرقهم الأوروبية يؤرق الناخب الوطني الجديد ليكنس فرغم تواجد العديد من اللاعبين الدوليين الجزائريين على لائحة الانتقالات خلال الميركاتو الشتوي المقبل، إلا أن ذلك لا يعني بتاتا أن السبب يعود لتألقهم كما كان عليه الحال الموسم الماضي بل مرده مشاكلهم مع أنديتهم الأوروبية، حيث يعاني بعضهم على دكة الاحتياط منذ بداية الموسم الجاري بسبب تراجع مستواهم، على غرار الثنائي ياسين براهيمي لاعب نادي بورتو البرتغالي، وسفيان فيغولي لاعب واست هام يونايتد الانجليزي، والثلاثي رشيد غزال لاعب ليون الفرنسي، والعربي هلال سوداني لاعب دينامو زغرب الكرواتي، وكذلك فوزي غولام مدافع نادي نابولي الايطالي عروضا مغرية جدا سيكون من الصعب على أنديتهم الاحتفاظ بهم دون نسيان الفترة الصعبة التي يمر بها الحارس مبولحي وقلبي الدفاع كارل مجاني وعيسى ماندي ومعهم بلقروي هشام، وحتى سليماني إسلام. براهيمي أول المهددين وطريق تركيا سبيله الوحيد للتواجد في الكان وتشير كل المستجدات إلى قرب رحيل ياسين براهيمي عن ملعب دراغاو رغم مشاركته لدقائق في آخر لقاءين، حيث أن ابن المنيعة وصل إلى قناعة أنه بات لا يملك خيارا سوى مغادرة البرتغال لإنقاذ مستقبله الاحترافي من جهة، ولضمان السفر مع بعثة الخضر إلى الغابون من جهة أخرى، فبغض النظر عن مشاكل اللاعب مع اسبيرنتو سانتو مدربه في بورتو، فإنه من مصلحته البحث عن فريق آخر يمنحه فرصة أكثر للعب حتى لو كان ذلك في البطولة التركية التي تعد أمله الوحيد لاستعادة مستواه، كما أن رغبة فريقي بيشكتاش وغلطة سراي في انتدابه هذا الشتاء ولو على سبيل الاعارة لغاية نهاية الموسم مقابل مليوني أورو كما ذكر موقع "فاناتيك التركي" سيكون حافزا معنويا هاما بالنسبة لبراهيمي ومشواره الكروي بعد الموسم الصعب الذي يعيشه حاليا مع نادي بورتو. فغولي يعيش نفس وضعية براهيمي لكن في غياب عروض جادة ونفس الأمر ينطبق على سفيان فيغولي مع ناديه ويست هام الانجليزي، حيث لم يلعب له إلا دقائق في مباريات تعد على أصابع اليد الواحدة منذ انضمامه إليه الصيف الماضي قادما من نادي فالنسيا الاسباني، وهو ما دفع إدارة ويست هام إلى التفكير بجدية في عرض اللاعب للبيع بداية من فترة الانتقالات الشتوية القادمة، لكن الإشكال الكبير بالنسبة لفغولي هو أنه لم يتلق لحد الآن عروضا جادة، وكل العروض التي وصلته هي فقط من أندية مغمورة جدا من تركيا وإسبانيا وفرنسا، والانتقال إلى أحدها سيكون مجازفة خطيرة بالنسبة لمستقبل نجم فالنسيا السابق. الميركاتو مشكل آخر يواجه محترفي الخضر وبعكس الثنائي براهيمي وفيغولي، فإن تألق الثلاثي "غلام، غزال، سوداني" فتح لهم أبواب الرحيل نحو أندية أوروبية كبيرة وعريقة، مقابل عروض مالية مغرية جدا مقارنة بوضعهم المالي المتواضع مع أنديتهم الحالية، لكن امكانية تغييرهم الاجواء أيضا قد تجعلهم خارج حسابات الكان جسديا في حال اشتراط فرقهم الجديدة عدم مشاركتهم في دورة الغابون أو ذهنيا في حال لم يحسموا مصيرهم قبل سفرية الكتيبة الوطنية يوم 12 جانفي 2017. تغيير غلام وغزال وسوداني الأجواء في الشتاء يزيد متاعب ليكنس والأكيد أن تغيير بعض الركائز الأخرى المتألقة للأجواء في الشتاء قد يضر بالخضر، وفي مقدمتها غلام المرشح لصنع الحدث في الميركاتو بعدما تألق مع نابولي وجذب اهتمام أندية باريس سان جيرمان، مانشيستر سيتي وتشيلسي بخدماته، خاصة أثرياء لندن الذين قدموا عرضا ب24 مليون جنيه استرليني تؤكد جدية كونتي في الاستفادة من لاعب الخضر ويأتي في المقام الثاني، غزال، الذي يتجه لمغادرة ليون الفرنسي بنسبة كبيرة بسبب رفض إدارة الرئيس أولاس رفع راتبه الشهري مقارنة بالأداء المرموق الذي يقدمه، حيث ارتبط اسمه بالانتقال إلى أتلتيكو مدريد، فالنسيا، وفياريال، من اسبانيا وست هام وتوتنهام هوتسبير الانجلزيين في فترة الانتقالات الشتوية، وبالنسبة لهداف نادي دينامو زغرب الكرواتي العربي هلال سوداني، فقد ذكرت تقارير صحفية بلجيكية أن نادي كلوب بروج متحمس لضمه بقوة قبل خطف أندية نيوكاسل يونايتد، برايتون ونورويتش الانجلزية لخدماته. التغييرات ضرورية وليكنس في موقف لا يحسد عليه وفي ذات السياق فإن تواصل معاناة رايس وهاب مبولحي مع فريق أنطاليا سبور، تذبب مردود ومشاركات عيسى ماندي في الاونة الاخيرة مع ريال بيتيس، خروج مجاني من حسابات مدرب ليغانييس منذ عدة جولات، عدم اقناع بلقروي مع الترجي بسبب توالي تعرضه للاصابات رفقة سليماني، ومع تراجع أداء رياض محرز مقارنة بالموسم الماضي رغم تقديمه مستويات محترمة لحد ما مع فريق ليستر، تجعل التقني البلجيكي حسب النقاد ومتتبعي الخضر ملزما بضم عددا كبيرا من اللاعبين الجدد رغم أن من الصعب الاستغناء عن الأسماء المعتادة التي صنعت أمجاد الخضر في السنوات الأخيرة. مستوى بعض الوجوه الجديدة نقاط مضيئة ولكن.. ولكن من بين النقاط المضيئة في طريق إعداد القائمة الموسعة لليكنس نجد تألق فوزي غلام صمام أمان الجبهة اليسرى بالاضافة للمستوى الثابت لثنائي الوسط سفير تايدر ونبيل بن طالب وما يقابله من مستوى كبير لبودبوز في مونبيلييه على عكس ما يحدث في مشاركاته مع الخضر أين يعاني من بعض الخلافات مع بعض زملائه وتألق عديد العناصر التي يتابعها جورج ليكنس بالموازاة مع ذلك في صورة بلخيثر الذي قد يمثل حلا للجهة اليمنى، أيت عثمان، ادريس سعدي، آدم وناس، والعائدين بقوة بلفوضيل وبلكالام لكن الأكيد أنه مستواهم لم يصل بعد لاسلافهم ومن الصعب اقحامها مباشرة في معمعة الكان.