وري جثمان الصحفي محمد تامالت 42 سنة الثرى أمس في العاصمة بحضور جمع غفير من المواطنين الذين نقلوا النعش مشيا على الأقدام إلى مقبرة بوروبة . وتوفي الصحفي أول أمس بمستشفى محمد لمين دباغين بباب الوادي وذلك بعد دخوله العناية المركزة شهر أوت بسبب إضرابه عن الطعام، حيث قرّر أطباء المصلحة أول أمس نزع جهاز التنفس الاصطناعي عن الصحفي الذي ساءت حالته الصحية خلال 48 ساعة الأخيرة التي سبقت وفاته ولم يعد يستجيب للعلاج . الصحفي تامالت مقيم ببريطانيا، تم توقيفه من قبل مصالح الأمن عقب دخوله أرض الوطن وأودع يوم 28 جوان بالمؤسسة العقابية للحراش ثم حوّل إلى سجن القليعة، وتمت محاكمته بمحكمة سيدي امحمد بتهمة اهانة هيئة نظامية والإساءة لرئيس الجمهورية اين أدين بعقوبة عامين حبسا نافذا وهو الحكم الذي ايّدته الغرفة الجزائية الأولى بمجلس قضاء الجزائر، ما جعل تامالت يقرر الدخول في إضراب عن الطعام احتجاجا على ايداعه الحبس في قضية قذف لا تتجاوز عقوبتها الغرامة المالية وفقا لما جا في مرافعات دفاعه. وكانت عائلة الصحفي محمد تامالت قد أكّدت تعرّضه للضرب المبرح خلال تواجده في المؤسسة العقابية بالحراش، كما اشتكت مرارا منعها من زيارته ما جعل العائلة تشّك في حدوث مكروه له، وطلبت تدخّل الطيب لوح وزير العدل حافظ الأختام والذي وعد بفتح تحقيق للتأكد من حادثة الاعتداء على الصحفي داخل السجن. من جهتها، أكّدت مديرية السجون في بيان توضحيي لها بخصوص الحادثة، أن الصحفي خضع لعملية جراحية نتيجة إصراره على مواصلة الإضراب عن الطعام الأمر الذي نجم عنه مضاعفات صحية، كما نفى مختار فليون مدير إدارة السجون- في ذات البيان- تعرّض الصحفي للضرب مؤكدا أنه ومنذ دخوله في إضراب نهاية شهر جوان خضع لمراقبة طبية ونفسية كما زاره قاضي تطبيق الاحكام في محاولة لإقناعه بضرورة العدول عن الإضراب. وفي الفاتح من أوت الفارط، واجه تامالت –يضيف البيان - انخفاضا في نسبة السكر وتم إعطاؤه أدوية ليتحسن وضعه الصحي وفي ال 20 أوت ظهر عليه من مشكل في التركيز ليحول لمستشفى القليعة أين أجريت له تحاليل وفحص بالسكانير لم تظهر أي مشكل صحي، ثم حوّل لمستشفى مايو سابقا، وبعد الفحوصات التي أجريت له تبين أنه أصيب بجلطة دماغية وأجريت له عملية جراحية كما وضع تحت جهاز التنفس واسترجع وعيه وأصبح يتغذى بصفة طبيعية -حسب ذات البيان-، غير أنه وبعد 10 ايام بعد ذلك اكتشف الفريق الطبي اصابته بالتهابات على مستوى الرئتين. وأوضحت إدارة السجون أنه خلال تواجد تامالت بالسجن استفاد من ستة زيارات من طرف شقيقه وزيارة واحدة لوالدته وزيارتين لممثل السفارة البريطانية بحكم أنه يحمل الجنسية البريطانية.