تحولت طرقات أغلب أحياء بلدية براقي إلى أخاديد بفعل المطبات المنتشرة بشكل ملفت للانتباه، الكبيرة والصغيرة والسطحية والعميقة، ما أصبح استعمالها عسيرا على مستعمليها، سواء تعلق الأمر بأصحاب السيارات الذين باتوا متخوفين من تلف مركباتهم أو الراجلين الذين اهترأت أحذيتهم، ورغم تعاقب المجالس الشعبية على تسيير شؤون البلدية إلا أن مشكل الطرقات لا يزال مطروحا من قبل السكان الذين اتهموا المسؤولين بعجزهم في احتواء المشكل. "مللنا من طرح مشكل الطرقات على السلطات المحلية" هكذا عبر السكان المقيمون بالقرب من الخزان المائي الواقع بوسط مدينة براقي، مشيرين إلى الحالة الكارثية التي تتحول إليها طرقاتهم بمجرد تساقط زخات مطر، الأمر الذي ينتج عنه صعوبة كبيرة في اجتياز الطريق وبلوغ وجهاتهم مثلما جاء على لسان ممثل سكان الحي، والذي أردف حديثهم بالقول "تعالوا إلى الحي عند تهاطل الأمطار وستقفون بأنفسكم على معاناتنا التي لم يمكن وصفها لكم". السلطات تتجاهل مطالب سكان حي الخزان المائي تحول اهتراء الطرقات بالقرب من الخزان المائي إلى مصدر إزعاج للراجلين والراكبين لسياراتهم، حيث تتحول الطرقات بوسط المدينة إلى برك ومستنقعات مائية فور سقوط الزخات الأولى للمطر"، وهو ما أثار استياء السكان القاطنين على مستواها والذين عبروا عن سخطهم الكبير اتجاه الوضع الذي – حسب فيصل قاطن بالقرب من خزان الماء- لازمهم لسنوات طويلة، وقال فيصل "مللنا من هذا المشكل الذي أرقنا لسنوات طويلة دون أن تتمكن المجالس المتعاقبة على تسيير شؤون البلدية من ايجاد حل نهائي له". وأردف محدثنا بالقول "أصبحنا نخجل من ابلاغ السلطات بوضعية الطرقات كونها على علم وهي تتجاهل معاناتنا ومتاعبنا التي تتعقد في فصل الشتاء". وقال سكان منطقة الخزان المائي أن وضعية طرقاتهم تعود لأكثر من 20 سنة، حيث لم تمسها أشغال التهيئة الأمر الذي أثار قلق السكان الذين راسلوا السلطات المحلية – على حد قولهم – عشرات المرات دون فائدة، حيث لم يحرك المنتخبون المحليون المتعاقبون على البلدية ساكنا في سبيل تحسين شبكة الطرقات وتسهيل تنقلات المواطنين الذين أكدوا في حديثهم ل "السلام" أنهم يشعرون بالعزلة خلال الأمطار التي تشهد تهاطل غزير للأمطار مثلما حدث خلال الأسابيع الفارطة، إذ لم يتمكن السكان من الخروج وقضاء أشغالهم بسبب الحالة التي آلت إليها الطريق، خاصة تلاميذ المدارس الذين انقطعوا عن الدراسة لأيام بسبب عجزهم في اجتياز البرك المائية. التهيئة غائبة بحي 2004 عَدَّدَ سكان حي 2004 مسكن في تصريح ل "السلام" المشاكل التي يتخبّط فيها حيّهم منذ عدة سنوات منها اهتراء الطرقات التي تتحول في كل مرة تتساقط فيها الأمطار إلى برك للأوحال وانعدام الأرصفة والإنارة العمومية وإشارات المرور التي كانت السبب في وقوع العديد من الحوادث، وكذا نقص وسائل النقل، ناهيك عن الانتشار الرهيب للنفايات التي شوهت المحيط وتسببت في انتشار الحشرات والجرذان والكلاب الضالة. سكان الأحياء يصفون بلديتهم بالقرية الكبيرة غياب التهيئة هو القاسم المشترك بين أغلب أحياء البلدية على غرار بن طلحة والمرجة وحوش ميهوب وغيرها وحتى الأحياء القديمة تسجل غيابا تاما للتهيئة الحضرية للطرقات والأرصفة، فما أن تطأ قدماك تراب البلدية إلا وتقابلك عشرات الحفر بالطرقات العامة أو حتى غياب معالم الطرقات تماما بعدما تحولت إلى مسالك ترابية، والذي زاد من تدهور حالة هذه الطرقات - حسب علي شاب قاطن على مستوى حي المرجة- سوء الأحوال الجوية التي حولتها إلى برك وأوحال، مما جعلها غير صالحة للاستخدام وأكد ذات المتحدث أن الأمر لا يعود للأمطار بقدر ما يعود إلى تقاعس الجهات الوصية عن القيام بواجبها، لعدم قيامهم بصيانة الطرقات وتعبيدها، بالإضافة إلى صيانة البالوعات وقنوات الصرف، مما تسبب في انسدادها مما أدى إلى غرق الطرقات وحتى أحياء بكاملها. إلى جانب هذا، أكد محدثنا أنه لم يتم تسجيل أي برامج لإعادة تهيئة الطرقات وحتى الأرصفة التي طمست معالمها ولم يعد لها أثر عدا ممرات ترابية يستخدمها سكان الحي، مضيفا "كأننا نقطن بقرية لا بحي تابع لبلدية تقع في ولاية الجزائر". نقص وسائل النقل زاد من معاناة سكان البلدية ولعلّ من بين أهم المشاكل التي تؤرق الحياة اليومية لسكان براقي، حسب تصريحات البعض منهم، هي نقص وسائل النقل التي تضطرهم للانتظار لساعات طويلة متسبّبة لهم في مشاكل كثيرة خاصة في مناصب عملهم، ما يجعلهم ينتظرون الحافلة لساعات ما يتسبب في الاكتظاظ. ويذكر بعض المسافرين ل"السلام" معاناتهم الشديدة أمام النقص الفادح في عدد وسائل النقل الحضري المتجه نحو وسط العاصمة، لاسيما في الفترة الصباحية أثناء الذروة، حيث يجد المسافرون من التلاميذ والعمال أنفسهم في مأزق حقيقي لعدم وفرة الحافلات، لأسباب تظل مجهولة بالنسبة لهم، وفي وقت الذي تدرك فيه الجهات الوصية معاناتهم مع المشكل القائم منذ سنوات. ورغم توفر عدد من الحافلات العاملة على خط براقي – الجزائر إلا أنها تبقى غير كافية مقارنة بعدد مستعمليها المتزايد عددهم من سنة لأخرى جراء التوسع العمراني الذي تشهده المنطقة وبات من الضروري حسب – مريم طالبة جامعية- إضافة عدد آخر من الحافلات العاملة على الخط المذكور، هذا وتطرقت محدثتنا إلى نقص وسائل النقل بين الأحياء التابعة لنفس البلدية ما يجبر قاطنيها لقطع مسافات مشيا على الأقدام وهو ما أرهق الكثير من السكان الذين رفعوا مطلب فتح خطوط نقل بين الأحياء لفك العزلة عنهم.