أظهر شريط فيديو جديد عناصر من الجنس الزنجي تعلن ولاءها لتنظيم الدولة الاسلامية "داعش" وتهدد دول الجوار . الشريط جديد ولم يتسن الاتصال بالمصادر المحلية للتأكد من مضمونه ولكن الأخبار الأولى تؤكد تسلل "داعش" إلى الساحل الإفريقي رغم تحذيرات تنظيم القاعدة المهيمنة على المنطقة. المصادر تقول أن فلولا من المرابطون ومن جماعة الجهاد والسنة وبوكو حرام كانت فعلا بايعت "داعش" ولكن لم يستطع التنظيم التحرك بفعالية لقوة تنظيم القاعدة وهيمنته على المنطقة بأسرها. ولكن الهزائم المتتالية في سورياوالعراق وليبيا خصوصا عجلت بضرورة المتوقع في الساحل الإفريقي وعقد تحالفات مع الجماعات المحلية. فإذا كان الأمر هذا قد حصل فعلا فالجزائر سيكون لها عمل إضافي في مراقبة حدودها ومساعدة جيرانها. كان للتنظيم الإرهابي موطئ قدم يسير في غرب إفريقيا كيف وصل "داعش" إلى غرب إفريقيا وقبل مبايعة بوكو حرام أعلن قبل أشهر "داعش" قبوله مبايعة مجموعة بوكو حرام النيجيرية المتطرفة، وذلك في تسجيل صوتي بث الخميس على الإنترنت وقدم على أنه كلمة للمتحدث باسم التنظيم أبو محمد العدناني الشامي، وبهذا أصبح للتنظيم الإرهابي موطئ قدم في غرب إفريقيا. وجاء في التسجيل "نبشركم اليوم بامتداد الخلافة إلى غرب إفريقيا، فقد قبل الخليفة حفظه الله بيعة إخواننا في جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد (بوكو حرام)" التي كانت أعلنت في بداية مارس مبايعتها التنظيم المتطرف. وفي آخر "جرائم" بوكو حرام، قيامها بشن هجمات انتقامية على الناطقين بالعربية في شمال نيجيريا، متهمة إياهم بمساعدة الجيش التشادي في قتالها. وتقول السلطات العسكرية الكاميرونية إن الهجمات التي تستهدف عرب الشوا، وهم جماعة عرقية تتكلم لهجة عربية منتشرة في تشاد، دفعت نحو 10 آلاف شخص على الهرب من نيجيريا وعبور الحدود إلى الكاميرون في الأسابيع الأخيرة. يذكر أن الجماعة المتطرفة نفذت العديد من الهجمات الانتحارية في نيجيريا، كما عمدت إلى خطف مئات الفتيات المراهقات. كما قتلت بوكو حرام آلاف الناس في شمال شرق نيجيريا في تمردها الذي بدأ قبل 6 سنوات. إلى وقت قريب لم يستطع التنفس أمام القاعدة "داعش" عجز عن إدارة فرعه في غرب إفريقيا انزلق فرع "داعش" في غرب افريقيا والذي اختار اسما له بوكو حرام، انزلق في متاهة عندما اعلن التنظيم الإرهابي تبديلا على صعيد القيادة . ليس واضحا عما اذا كان "داعش" قادرا على فرض سلطته على مجموعة تختلف نسيجا عن تلك التي في المشهد السوري والعراقي. حتى الآن ما رشح ان المجموعتين لم يعملا الا على ايذاء بعضهما البعض واظهار مكامن ضعف الآخر. بوكو حرام التي تطلق على نفسها تسمية فرع الدول الإسلامية قي غرب افريقيا بقيادة ابي بكر شيكاو، التصق اسمها الى الآن باعمال وحشية لا تحصى ولا تعد بحق شعوب المنطقة . عندما بايع شيكاو "داعش"، قَبِل التنظيم ذلك ولزّمه خطةً تكتيكية قائمة على عمليات الخطف الجماعية بما في ذلك عمليات خطف طالبات مدارس نيجيريات وعمليات نهب واغتصاب وقتل ابرياء مسلمين اتقياء. وبقدر ما كان شيكاو يظهر من وحشية من خلال مبايعته "داعش"، كان "داعش" يعتبره ويدرج تصريحاته وتوجهاته وافعاله كممثل ل"داعش" وممثل للتنظيم في غرب افريقيا وعلى اتباع "داعش" ان يطيعوا اوامره. والى حد ما، كان "داعش" وشيكاو تنظيم وجهان لعملة واحدة. ولكن ضعف التنظيم في غرب افريقيا وعدم كفاءته اساء الى صورة "داعش"، دافعا العديد من المؤيدين لطرح تساؤلات حول البروباغندا الفارغة التي ينتهجها التنظيم. فضعف التنظيم في مكان المنشأ اثر بشكل كبير على قدرته في ادارة فرعه في غرب افريقيا وادارة شيكاو، وبعد محاولة استبدال الاخير فان "داعش" يقر بفشله في غرب افريقيا. في المقابل فان شيكاو مدرك تماما لحال الضعف والوهن الذي يتملك "داعش" ولذلك بات يتجاهل التنظيم وهو بطبيعة الحال لن يقبل باي تدخل ل"داعش" بشؤون مجموعته ما سينتج عنه انشقاق محتم في فرع "داعش" بغرب افريقيا. بعد تغيير اسمها ل"ولاية غرب إفريقيا" التابعة ل"داعش" مسلحو بوكو حرام يتصدرون الإعلام بالغرب الإفريقي زعيم "بوكو حرام" أبو بكر شيكاو أعلن العام الماضي مبايعة زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي "خليفة". نُشرت على شبكة الانترنت صورا جديدة لمسلحين من حركة "بوكو حرام" النيجيرية يصفون فيها أنفسهم بأنهم "ولاية غرب إفريقيا" التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف باسم "داعش". وعلى عكس المألوف عن مسلحي "بوكو حرام"، لم يغط المسلحون وجوهم في الصور التي تداولتها حسابات على مواقع التواصل الاجتماعي مرتبطة ب"داعش". ويعتقد أن هؤلاء المسلحين قتلوا بالفعل في مواجهات، حيث وصفوا بأنهم "شهداء". وكان زعيم "بوكو حرام" أبو بكر شيكاو قد أعلن الشهر الماضي مبايعة زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي "خليفة". وجاءت بيعة بوكو حرام بعد بيعات مماثلة أعلنتها مجموعات مسلحة في عدد من الدول الإفريقية والآسيوية. وحث تنظيم "داعش" المقاتلين الذين لا يتسنى لهم الانضمام إلى صفوف مسلحيه في العراقوسوريا على الالتحاق ببوكو حرام. وفي غضون ذلك، أعلن الجيش النيجيري بدء هجوم واسع في غابات سامبيسا التي يعتقد أن الحركة تحتجز بها أكثر من مئتي فتاة اختطفن من مدرستهن في مدينة تيشبوك قبل أكثر من عام. وتشن نيجيريا - تدعمها دول مجاورة - حملة عسكرية ضد مسلحي الحركة منذ أسابيع. وانضمت قوات برية حاليا إلى العمليات في شمال شرقي نيجيريا. ويقول الجيش النيجيري إنه تمكن بالفعل من استعادة السيطرة على مناطق كانت تسيطر عليها "بوكو حرام". الهزيمة في ليبيا عجلت برحيل أنصار البغدادي إلى الساحل التنافس بين تنظيمي القاعدة و"داعش" في إفريقيا عاشت القارة الإفريقية سنوات من الاقتتال والحروب الأهلية استنزفت الاقتصاد وخلفت الكثير من الضحايا الأبرياء، حيث كانت إفريقيا -جنوب الصحراء- مسرح تلك النزاعات المسلحة بين قبائل قسّمها الاستعمار على حدود الدول كانت سببا في إشعال حروب بين الأقليات العرقية في المنطقة، ويكفي الاطلاع على سجل محاكمات المحكمة الجنائية الدولية للجرائم ضد الإنسانية ومعاينة عدد الرؤساء وزعماء الميليشيات الذين حوكموا بسبب تلك الحروب، والتي بسببها لا تزال بعثات السلام وجنود الأممالمتحدة منتشرة في المناطق التي كانت محط النزاعات كالكونغو وكوت ديفوار وغيرها من الدول الإفريقية جنوب الصحراء. بعد استتباب الأمن بشكل كبير مقارنة مع ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي في إفريقيا وبداية مرحلة بناء الدولة الوطنية، أصبح يتهدد إفريقيا في بداية العشرية الثانية من الألفية الثالثة شبح الجماعات المسلحة المتطرفة والتي تسعى إلى تطبيق أجندة أيديولوجية خاصة بها خصوصا في منطقة شمال إفريقيا والصحراء الكبرى، لتنتقل إفريقيا من الصراعات العرقية والإثنية في جنوبها إلى صراعات إيديولوجية وثارة إجرامية في شمالها. وقد ساعد على انهيار الأمن بمنطقة الساحل والصحراء ما خلفته ثورات الربيع العربي وانهيار دول في المنطقة، كذلك انتشار السلاح والمليشيات التي كان بعضها معدةً لمثل هذه الظروف. الأمر الذي ساهم بشكل كبير في تفاقم الأوضاع الأمنية والسياسية هناك. كان لمقتل القذافي الأثر الكبير في تكاثر الجماعات المسلحة في الساحل والصحراء داعش وبداية العمل في إفريقيا لقد تدهورت الأوضاع الأمنية في إفريقيا بعد ما عرف بثورات الربيع العربي، وازدادت نسبة الهشاشة الأمنية بسقوط دول كبيرة كليبيا، ثم تدهور الأوضاع في كل من تونس ومصر ومالي، وهي دول تحدها من الجنوب الصحراء الإفريقية الكبرى التي تنشط فيها جماعات مسلحة وعصابات التهريب وتجار الأسلحة والمخدرات، كما أن نسبة السلاح الموروثة عن النظام السابق في ليبيا لعبت دورا كبيرا في تفاقم الأوضاع الأمنية وخروجها عن السيطرة، حيث أعلنت مجموعة من الجماعات المسلحة ولاءها لتنظيم الدولة "داعش" كإعلان لبداية مزاحمة تنظيم القاعدة على الساحة الإفريقية. ولقد كان لسقوط نظام معمر القذافي الأثر الكبير في تكاثر الجماعات المسلحة وانتشارها في منطقة الساحل والصحراء، الشيء الذي أمكن الجماعات الإرهابية المتواجدة بالمنطقة من الاستفادة من تدفق السلاح النوعي حيث وجدت دول المنطقة نفسها غير قادرة على حماية حدودها من أي انفلات أو حركة للمقاتلين، كما لا يجب أن يخفى الدور الذي كان يلعبه القذافي نفسه في تسليح وحماية وتوجيه المجموعات المتمردة والانفصالية في المنطقة والتي كان يستخدمها النظام الليبي متى شاء. نتيجة لذلك تقاسم شمال مالي ثلاث جماعات متطرفة "تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي" و"جماعة التوحيد والجهاد" و"جماعة أنصار الدين"، حيث ستعمل الجماعات المسلحة في تنسيق عسكري بينها ممتد من الساحل والصحراء إلى غرب إفريقيا. توالى المبايعات والتحالفات من جماعة لأخرى في منطقة الساحل والصحراء وغرب إفريقيا بروز "داعش" كجماعة إرهابية وإعلامية كبيرة مع بروز تنظيم "داعش" كجماعة مسلحة قوية في الشرق الأوسط وإعلانه خلافة مستقلة عن القاعدة، بدأت تتوالى الولاءات من جماعة لأخرى في منطقة الساحل والصحراء وغرب إفريقيا وإعلان تنفيذ العمليات المسلحة باسمه، فالتنظيم بعد أن ضمن تبعية مجموعات مسلحة أصبح وجوده يشكل أكبر خطر على الأمن في إفريقيا وتمتد خطورته حتى أوروبا، وذلك بالنظر لسهولة تواصل المجموعات والتنسيق بينها انطلاقا من المركز مرورا بنقاط تواجده في سيناءوجنوبتونس وليبيا ومالي وصولا إلى الحدود الجزائرية المغربية، هذه الطريق التي كانت سابقا ممر القوافل التجارية من وإلى أسيا وإفريقيا أصبحت طريقا ومركزا لعبور الأسلحة والمخدرات وملاذ الجماعات المسلحة المتطرفة. لقد أعلنت جماعة "بوكو حرام" التي تنشط في الأقاليم الشماليةلنيجيريا في خطوة مفاجئة ولاءها لتنظيم الدولة، حيث أعلن التنظيم الأكثر تطرفا وعنفا في غرب إفريقيا بزعامة أبو بكر شيكاو: "نعلن مبايعتنا للخليفة، وسنسمع له ونطيعه في أوقات العسر واليسر". فبالرغم من التقارب الذي كانت تتغنى به الجماعة مع تنظيم القاعدة في السابق والتبعية الفكرية له، غير أن ظهور "داعش" الأكثر دموية وعنفا وتراجع إشعاع تنظيم القاعدة وعملياتها النوعية أدى بجماعة "بوكو حرام" إلى إتباع الجماعة التي تتماشى وأهدافه المحلية وهي إنشاء دولة الخلافة في شمال نيجيريا المسلم، وهو الأساس الذي تأسست عليه الجماعة "جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد" في رفض كل ما هو غربي وحكومي ومحاربة مؤسسات الدولة وذلك ما تعنيه تسمية "بوكو حرام" بلغة "الهوسا" أي "التعليم الغربي حرام".