الحياة التنظيمية، عبارة عن مسيرة طويلة يتعامل فيها العضو مع الكثير من اليوميات ويتحمل المهام ، وتعتبر القراءة والتحليل (التعبئة والثقافة) ومشاركة الجميع (أساس العمل الجماعي-الحركي)، طريقة هامة لإنضاج الوعي والفكر وتعزيز مكونات الشخصية، وبناء الفعل القيادي، واكتساب الخبرات وتبادلها. فالحياة التنظيمية كنز حقيقي. في الحياة التنظيمية على العضو أن يؤمن أن العمل ضمن فريق متعاون، سيكتب له وللجميع النجاح، وان الفريق المبعثر المتناثر لا يمكنه الصمود أمام التحديات، فالانجاز العظيم عنوانه اسم واحد، ولكنه من صنع العشرات من المخلصين، ومن بينهم من يتمتع بالموهبة والقدرة على الإبداع ولديه مستوى مرتفع ومميز من الثقافة والانتماء معا، وبهذا يمكن تنفيذ برنامج الاطار وبالتالي رؤية الحركة. في الحياة التنظيمية وفي فريق العمل ، كان هناك قائد ناجح يمكنه التوجيه والمتابعة والتخطيط، و قيادة الفريق، ونلاحظ مع يوميات العمل التنظيمي أن عضو "ضمن الفريق" يكون بارزا ولديه القدرة على الابداع، وتحقيق إنجاز كبير ومميز، يخدم الإطار الجامع . في الحياة التنظيمية، هناك قوانين ومباديء، وكما لكل عضو مهمة، فإن له حقوق وعليه واجبات، والقائد المميز يمكنه صناعة الهدف وتنظيم العمل، والدفع باتجاه الفكرة، وتكوين البصمة التي لا يمكن أن تُنسى، وتبقى شاهة على سنوات العمل، وهناك أعضاء يبقون مجهولين داخل فريق عظيم او في فعل مشهود أو انجاز ملموس، وهذا يعود في الغالب لتركيبتهم الشخصية، أو ظروف خاصة. في بداية عملي التنظيمي، دار حوارا جميلا مع صديق "مخضرم"، وأذكر حديثه العميق، فقد تحدث لي عن صناعة الانجاز والشخصية، وكيف تُكون قائدا وتُكٌون وتشكل فريق عمل متجانس ومتناغم، بحيث يتحرك مع الوقت في الاتجاه المطلوب، ويؤمن بنفس الهدف، بل يتقدم الصفوف للدفاع عنه وحمايته وتطويره"، ومن أجمل عباراته التي أذكرها دائما لفريق العمل معي " العود الرنان يعزف عليه واحد، ولكن الموسيقى لا تستطيع العزف عليها منفردا، ولكنك قد تكون المايسترو الذي ينظم الإيقاع ويوجهه ويحسن منه حتى يستمتع ويندمج معه الجميع ويعيش في ذاكرتهم لسنوات طويلة". وقفة: لم يكن التنظيم يوما هو الهدف، بل كان الأداة لهدف أكبر، وفكرة أشمل. حقيقة: التنظيم حياة عملية ممتعة جدا، تتميز بالقدرة على بذل الجهد وتحمل التضحية، وتنظيم الوقت وترتيب الأولويات.