تميزت زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز إلى عاصمة الشرق الجزائري، رفقة دحو ولد قابلية وزير الداخلية والجماعات المحلية صبيحة أمس الاثنين، بغياب كلي للأحزاب الإسلامية (حركتا الإصلاح الوطني والنهضة وحركة مجتمع السلم)، والذي رجحته بعض الأطراف المهتمة بالشأن السياسي في الجزائر إلى الصراعات والانقسامات التي تشهدها هذه الأحزاب، وبخاصة حزب أبو جرة سلطاني الذي أعلن طلاقه من التحالف السياسي، ماعدا ممثلين عن حزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي. وقد رافق الرئيس الموريتاني وفد رفيع المستوى من طاقمه الحكومي وأحزاب والصحافة الموريتانية، وشهدت زيارة الرئيس الموريتاني لولاية قسنطينة حضور الحزب الحاكم للجمهورية الموريتانية الإسلامية الذي يمثله حماد يحيى حرمة الأمين العام للإتحاد من أجل الجمهورية، وقد عبر السيد حماد يحيى حرمة الأمين العام للإتحاد من أجل الجمهورية عن امتنانه للزيارة التي حظي بها بلده وطاقمه الرئاسي والحكومي إلى الجزائر الشقيقة، وبتحفظ أضاف الأمين العام للحزب الحاكم في موريتانيا أن هذه الزيارة مهمة جدا وهي تعتبر محطة تاريخية مكنت البلدين من الفصل في كثير من المسائل التي لها أبعاد في غاية الأهمية، وهذا من أجل استشفاف الغد وتكريس وحدة الشعوب المغاربية وتحقيق نمو التعاون الدولي في حفظ السلام. وقد كانت للرئيس الموريتاني جولة استطلاعية للمدينة، كانت أول محطة له زيارته مسجد الأمير عبد القادر، وهي وقفة يمكن وصفها بالروحية، وعبر رئيس الجمهورية الموريتانية الإسلامية محمد ولد عبد العزيز عن سعادته العارمة وهو يستعيد علاقته بالمدينة التي سبق وأن درس بجامعتها، كما تنقل الوفد الرئاسي إلى بعض المواقع والمعالم الأثرية التي تزخر بها مدينة قسنطينة متحف سيرتا وجسر سيدي مسيد، كذلك قصر أحمد باي الذي تحول السنة الماضية إلى متحف للفنون والتقاليد الشعبية بحضور وزيرة الثقافة خليدة تومي التي أشرفت على تدشينه، كما كانت للرئيس الموريتاني إطلالة على مختلف المشاريع الكبرى التي تشهدها عاصمة الشرق، لتؤكد له أن صورة الجزائر لم تعد مثلما كانت عليه في العشرية السوداء، وهي اليوم تشهد حركية من خلال المشاريع التنموية، ليختتم زيارته بزيارة المدن الجديدة التي أنشئت بعاصمة الشرق وفي زيارته لضريح ماسينيسا الواقع بهضبة الخروب.