قام رئيس الجمهورية الإسلامية الموريتانية السيّد محمد ولد عبد العزيز صباح أمس الاثنين بزيارة الأماكن التاريخية والثقافية لمدينة قسنطينة رفقة وفد هامّ· شكّل كلّ من مسجد الأمير عبد القادر والمتحف الوطني سيرتا وجسر سيدي مسيد المعلق وقصر الباي إلى جانب ورشة إنجاز الجسر العملاق المحطّات الأساسية لهذه الزيارة التي سمحت للرئيس محمد ولد عبد العزيز باكتشاف الّرصيد التاريخي لسيرتا القديمة· وقصر أحمد باي الذي كان آخر محطّة ضمن برنامج الفترة الصباحية من هذه الزيارة حظي رئيس الدولة الموريتاني باستقبال على أنغام موسيقى العيساوة أدّتها فرقة كان أفرادها بالزي التقليدي لتلك الفترة، وهو مشهد مستوحى من الحياة اليومية للحاج أحمد باي بن محمد شريف آخر بايات قسنطينة، والذي كافح ضد الاحتلال الفرنسي من 1837 إلى 1848· وبعد أن أبدى إعجابه بفنّ العمارة لهذا القصر الذي بني على مساحة تزيد عن 5.600 متر مربّع من طرف أحمد باي في الفترة ما بين 1827 و1835 قبل احتلاله فيما بعد من طرف الجيش الفرنسي لوحظ اهتمام الرئيس ولد عبد العزيز بملحقات هذا الصرح التاريخي وبخاصّة الحديقتين الشاسعتين والفناءات كلّها مبنية بمواد بناء نبيلة استقدمت من جهات مختلفة وهي مزينة بالنحث والخزف النّادر· قبل ذلك توجّه رئيس الدولة الموريتاني إلى مسجد الأمير عبد القادر بوسط المدينة حيث تلقى شروحا حول بناء هذا الصرح الديني ذي الديكور الاستثنائي والذي يضمّ منارتين على علو يزيد عن 100 متر· وبالمتحف الوطني سيرتا توقّف الرئيس محمد ولد عبد العزيز أمام عديد التشكيلات الأثرية التي تعود لفترات ما قبل التاريخ والنوميدية والبونيقية والرّومانية محفوظة في مختلف قاعات هذا المتحف، قبل أن يتوجّه على جسر سيدي مسيد المعلق بطول 164 متر وعلى علو 175 متر من وادي الرمال· إثر ذلك توجّه رئيس الدولة الموريتاني والوفد المرافق له إلى ورشة الجسر العملاق، حيث قدّم له المسؤولون المعنيون شروحا حول هذه المنشأة بطول يقارب 1.200 متر، والتي أسندت أشغال إنجازها إلى مجمّع برازيلي بغلاف مالي بقيمة 15 مليار دينار·