يجدد سكان مدينة دلس الواقعة شرق بومرداس والذين يعتمدون في تنقلاتهم اليومية على حافلات النقل العمومي نداء لوالي الولاية من أجل التدخل والنظر في النقص المسجل في عدد الحافلات على مستوى خط دلس – بومرداس، حيث يبقى عشرات المواطنين القاطنين بالمنطقة عالقين بمواقف النقل بعاصمة الولاية ينتظرون قدوم أي وسيلة نقل لأكثر من ساعة. قال السكان في الرسالة التي توجهوا بها لوالي الولاية، عبد الرحمن مدني فواتيح، أن مشكل النقل أصبح يشكل هاجسا بالنسبة لغالبيتهم، بسبب نقص عدد الحافلات العاملة على مستوى الخط المذكور، خصوصا في الفترة المسائية، مشيرين إلى المتاعب التي تواجههم كل مساء في سبيل الالتحاق بمنازلهم. النقل تحول إلى كابوس بالنسبة للعمال وفي حديث بعض العمال الذين يقطنون بمدينة دلس ويلتحقون يوميا بمناصب عملهم في عاصمة الولاية بومرداس، فإنهم يخرجون يوميا باكرا بساعات قبل موعد عملهم ليصلوا متأخرين عن موعدهم ما يعرضهم في كثير من المرات لعقوبات من خلال اقتطاع مبالغ من الراتب الشهري، وهو ما حدث لعديد العمال الذين تحدثوا ل"السلام"، مشيرين إلى النقص المسجل في وسائل النقل عبر الخط المذكور والتي تستدعي تدخلا عاجلا لوالي الولاية. وأشار العمال والمتنقلون عموما إلى عاصمة الولاية من أجل قضاء أشغالهم أن مشكل النقل يتعقد أكثر في الفترة المسائية، حيث ينتظرون لساعات بمحطة النقل قدوم الحافلة إلا أنها في كثير من الأحيان لا تأتي وانتظارهم يكون بدون فائدة، وفي الأخيرة يضطرون للاعتماد على سيارة الأجرة التي تفرض عليهم تسعيرة تفوق 1500 دج، فيما يفضل البعض الآخر تغيير الحافلة أكثر من مرتين من أجل الالتحاق بسكناتهم، وهو ما أكده عمي "طاهر" الذي يعمل بإحدى المؤسسات العمومية بمدينة بومرداس ويقطن في بدلس:" لتفادي دفع ثمن التنقل عبر طاكسي.. أفضل تغيير الحافلة ثلاث مرات في غالب الأحيان لأصل متأخرا إلى بيتي الواقع على بعد 6 كلم عن مقر البلدية دلس"، وأضاف آخر:"أصبح تركيزي منصبا على كيفية العودة إلى المنزل وتعرضت في كثير من المرات للعقوبات بسبب تأخري المتكرر عن موعد العمل والسبب هو نقص حافلات النقل". هذا وأشار عمال آخرون يعملون لدى مختلف الهيئات الإدارية بمقر الولاية أنهم يستنجدون بمعارفهم للتنقل إلى بلديتهم دلس أو على الأقل مثلما جاء على لسان أحدهم تقريب المسافة، وفي هذا السياق أشار أحد المواطنين يقيم في دلس أنه لحسن الحظ يعمل معه صديق يقطن بكاب جنات ولديه سيارة، حيث يتنقل معه يوميا ويغير الحافلة بكاب جنات وبذلك – يضيف المتحدث – يختصر الوقت والمسافة. حافلات نقل الطلبة وجهة العديد من سكان دلس وفي ظل نقص وسائل النقل الرابطة بين بلدية دلس ومقر الولاية، يلجأ غالبية المتنقلين إلى بومرداس خاصة منهم المتوجهون نحو المستشفى أو بغرض استخراج مختلف الوثائق من الإدارات التابعة للولاية إلى الاعتماد على حافلات النقل الجامعي، وذلك بالنهوض باكرا تزامنا مع موعد انطلاقها الذي يكون في حدود الساعة السادسة والنصف صباحا، تفاديا لأزمة النقل على مستوى المحطة وضمان الوصول باكرا إلى مقر الولاية، وهو الأمر الذي أصبح مصدر انزعاج بالنسبة للطلبة، كون الحافلات المخصصة لهم تشهد اكتظاظا كبيرا منذ انطلاق الموسم الجامعي، وفي بعض الأحيان لا تكفي لنقل المتواجدين بالموقف الخاص بهم، وفي هذا السياق أشارت طالبة تزاول دراستها في معهد الحقوق ببودواو أنهم يتنقلون في ظروف صعبة بسبب الاكتظاظ الشديد داخل الحافلات، مرجعة السبب إلى ركوب أشخاص ليس لهم أي علاقة مع الجامعة، ويحدث هذا في ظل غياب أعوان الرقابة. مديرية النقل غائبة ... أكد سكان دلس في حديثهم ل"السلام" أنهم راسلوا مديرية النقل مرات عديدة من أجل النظر في المشكل الذي يعانون منه منذ سنوات طويلة، إلا أنها لم ترد على انشغالهم، ما جعلهم يصفونها بالغائبة، متهمينها بالتقصير والعمل على مضاعفة معاناتهم مع النقل، حيث يشعر غالبية السكان بالعزلة، فهم تابعين لبومرداس وغير قادرين على التنقل إليها في ظروف مناسبة دون متاعب. وفي ظل تقصير مديرية النقل اتجاه انشغالهم، يوجه السكان نداءهم لوالي الولاية من أجل التدخل والتحقيق في ظروف تنقلهم والعمل على إيجاد حلول لهم تساعدهم على التنقل بكل راحة دون متاعب من خلال تدعيم الخط بعدد كاف من الحافلات وتمديد عملها إلى غاية السابعة مساء. الجدير بالذكر أن أغلب خطوط النقل على مستوى البلديات الشرقية لبومرداس على غرار خطوط شعبة العامر وأعفير وسيدي داود وغيرها تعاني من نقص عدد الحافلات، حيث ينتظر قاطنوها ساعات من الزمن قدوم الحافلات على مستوى مواقف تفتقد للتهيئة والواقيات التي تحميهم من أشعة الشمس والأمطار في فصل الشتاء.