عجزت الشركات التابعة لمجمّعي رجلي الأعمال علي حداد وكونيناف عن تسليم جلّ المشاريع التي كلفا بها في الآجال المتفق عليها، في إطار جملة الصفقات التي افتكها المجمّعان في قطاع الأشغال العمومية، البناء والري منذ سنة 2008 بالنسبة لحداد و2011 بالنسبة لكونيناف، ما يجعلهما مهددان بإعذارات جديدة، ويطرح السؤال عن المعايير التي تم الاستناد إليها سابقا في منح المجمّعين سلسلة مشاريع متتالية، رغم أن النتيجة لم تكن تبعث على تجديد الثقة فيهما من خلال منحهما مشاريع جديدة طوال تلك السنوات. رجّحت مصادر مطلعة أن يتلقى المجمّعين قريبا اعذارات أخرى فضلا عن الرقابة الخاصة بمصالح الضرائب مع احتمال فسخ بعض الصفقات التي حصلا عليها في حال لم يباشر المجمعان تسوية وضعية المشاريع العالقة، غير أن البعض يقول إن حداد واثق من مصير مشاريعه وأن "الدولة لن تجد بديلا عنه" لانجازها. وتمكّن حدّاد من أن يكون منذ سنة 2008 المتعامل المفضّل من قبل مسؤولين على أعلى مستويات، حيث حظي مجمّعه طيلة سنوات بمعاملة خاصة فرغم التأخيرات في انجاز المشاريع ولكن تواصلت الامتيازات والتسهيلات الجبائية، قبل أن تصطدم الحكومة بعد قرابة 10 سنة بواقع أن أغلب تلك المشاريع لا تزال حبرا على ورق. غول سبق أن وجّه اعذرا لحداد وهدد بتحويل مشروع ل"كوسيدار" وتقاعس شركات حداد المجتمعة تحت اسم" ETRHB " في استكمال مشاريع حصلت عليها في قطاع الأشغال العمومية بقيمة تفوق 13 مليار سنتيم، منها صفقة دراسة الترشيد وإنجاز الجزء الثاني من الخط الجديد للسكة الحديدية المزدوجة والمكهربة بين منطقتي وادي تليلات بوهران والعقيد عباس بتلمسان على مسافة 66 كيلومترا بقيمة 11727 مليار، مشروع إنجاز شطر الطريق الوطني رقم 1 على مستوى منطقة سغوان بالمدية وهو المشروع الذي سبق لعمار غول بصفته وزير النقل أسبق أن اعذر مجمع حداد بشأنه سنة 2013 ، وهدّد بسحبه وتسليمه للمؤسسة العمومية "كوسيدار" نظرا لبعده الوطني والقاري، كما توجد جملة من المشاريع التي توشك آجال الإنجاز على نهايتها، فيما لم تتجاوز نسب تقدم الأشغال الشيء الكثير، إضافة إلى مشاريع أخرى صٌنفت في خانة "الوهمية"، فهي لم تنطلق أصلا رغم حصول رئيس "الأفسيو "على تسبيقات مالية، ويتعلق الأمر بالصفقات التي كان جزء منها محل اعذارات مؤخرا، منها مشروع انجاز الطريق الرابط بين المدينة الجديدة بوعينان والطريق السيار شرق غرب بولاية البليدة بقيمة تفوق 574 مليار سنتيم تلقى منها حداد أكثر من 161 مليار سنتيم، ورغم مرور أزيد من أربع سنوات على إمضاء الصفقة، إلا أن المشروع لم ينطلق، نفس الأمر بالنسبة لمشروع انجاز الطريق الرابط بين المحوّل CV 06 ب بلدية الكاليتوس، فرغم أن حداد دخل المناقصة في مجمع مقاولات بمبلغ 173 مليار سنتيم، تم دفع مبلغ 65 مليار سنتيم كتسبيق منها إلا أنه لم ينطلق منذ 2014. وبولاية تلمسان، تم تسجيل تأخر فاضح في تسليم شطر مشروع جر المياه من الشط الغربي لتزويد سكان 18 بلدية من ولايات سيدي بلعباس، النعامة وتلمسان والذي كان من المنتظر تسليمه هذه السنة، إلاّ أنّ مؤسسة حداد لم تنطلق في المشروع. ورغم التبريرات التي يقدمها مجمّع حداد، إلا أن مصالح الدولة ترى أن "الأشغال توقفت في عديد المشاريع بدون سبب " وهو ما يبرر سلسلة الاعذارات التي وجهت مؤخرا لمجمعه والتي طالبت القائمين عليه، بتزويد الورشات بالإمكانيات المادية والبشرية وتمويلها بمواد البناء، مع العمل على استدراك التأخر المسجل من جراء توقف الأشغال، والحرص على احترام الآجال والالتزامات المتعاقد عليها. مشاريع جديدة تسيل اللعاب رغم التأخيرات مشاريع كثيرة أسالت لعاب حداد ولم يتوان عن الدخول فيها كمساهم منها، رغم أنه لم يستكمل ما سبقها، على غرار مشروع مصنع لتركيب السيارات بشراكة ايطالية ومشروع ميناء حداد الذي دخل بنسبة 10 بالمئة في إطار شركة مختلطة تضم المجمّع العمومي الوطني للخدمات المينائية، مجموعة "سي. أس. سي. أو. سي"، وشركة "سي أش أو سي" الصينيتين ورجل الأعمال رضا كونيناف الذي قرر أيضا الدخول في رأسمال المشروع بنفس نسبة حداد.
وبالنسبة لمجمع كونيناف الذي ظهر سنة 2011 في مجال لأشغال العمومية والري، كما تم تأهيله للمشاركة في المناقصات الخاصة بقطاع المحروقات التي تعلنها الوكالة الوطنية لتثمين موارد المحروقات، استفاد الآخر من مشاريع لا تقل أهمية عن مجمع حداد، وخاصة في قطاع الأشغال العمومية والسكك الحديدية وعمليات توسعة الميترو بالجزائر العاصمة والسدود، حيث حصل المجمّع على مشروع تحويل مياه عدة سدود في الجزائر ومنها سد بني هارون ومشاريع مياه أخرى لتحويل المياه من جيجل نحو سطيف، بالإضافة إلى مشاريع في قطاع الأشغال العمومية لم تر النور إلى يومنا.